رجح تقرير لمجلة "فورن أفيرز" أن تُقدِم إيران الآن على محاولة يائسة لتجاوز العقبة النووية، ما سيجعل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب نفسه يواجه قرارًا بشأن التدخل عسكريًا لمنع امتلاك إيران سلاحًا نوويًا.
ومن شأن هذا القرار؛ علاوة على أن إسرائيل تكون نجحت في جر أمريكا إلى الحرب، أن يؤدي إلى انقسام مستشاري ترامب وقاعدته السياسية، نظراً لإصراره منذ فترة طويلة على إبقاء الولايات المتحدة بعيدة عن حروب الشرق الأوسط.
كما رأى تقرير المجلة أن تهديد إيران الحقيقي والأخطر، الآن، لإسرائيل والمنطقة يتمثل في قرار بالانسحاب من التزاماتها المتعلقة بالحد من التسلح وبناء أسلحة نووية بجدية.
ووفقًا لدانيال شابيرو، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط في إدارة بايدن، في حين لم يُكشف بعد عن المدى الكامل للضربات الإسرائيلية على إيران، لكنها تتجاوز بأضعاف ما حققته إسرائيل في هجماتها في أبريل/ نيسان، وأكتوبر/ تشرين الأول 2024.
وبينما يبدو واضحًا أن إسرائيل تمكنت من ضرب مواقع نووية رئيسة، مثل منشأة نطنز للتخصيب، ومواقع مرتبطة بأبحاث محتملة للتسليح، ومواقع إطلاق الصواريخ الباليستية، والعديد من كبار قادة النظام والشخصيات المتورطة في البرنامج النووي الإيراني، يُمكن اعتبار هذا أوسع بكثير مما توقعه أي شخص تقريبًا.
فوضى قيادية
ومع ظهور التفاصيل، سيزيد مدى اختراق إسرائيل للنظام الإيراني من إحراجه؛ وبينما ستكون إيران متحمسة للغاية للرد، لكن قدرتها على القيام بذلك بفعالية على المدى القريب ستُعيقها الفوضى القيادية التي أشعلتها الضربات.
وعلى الرغم من أن مدى الضرر الذي لحق بالمواقع غير الرسمية، أو الخسائر المدنية لا يزال غير واضح، لكن من المرجح أن تحاول إيران تعويض أي خسائر تكبدتها في المجال المدني، بالإضافة إلى مهاجمة أهداف عسكرية واستخباراتية وقيادية إسرائيلية، بحسب شابيرو أيضًا.
وتابع التقرير، أن إيران قد تُحاول إطلاق ما يصل إلى مئات الصواريخ الباليستية على إسرائيل؛ تماشيًا مع ردودها على الأفعال الإسرائيلية السابقة.
وفي حين تُركز إسرائيل دفاعاتها على مواقع حساسة وسكان مدنيين، من المرجح أن تحاول إسرائيل، بدعم أمريكي، منع استنزاف دفاعاتها الجوية وتقليل الأضرار، كما فعلت ضد الهجومين الإيرانيين السابقين.
ورغم أنه غير مرجح أيضًا أن ينتهي الصراع حتى لو تراجعت إيران بسرعة، فإنه من شبه المؤكد أن على إسرائيل أن تتوقع سلسلة متواصلة من الهجمات غير المتكافئة، مثل العمليات الإلكترونية والهجمات الإرهابية ضد سفاراتها ومسافريها وشركاتها.
نووي إيران
وفي حين قد يُطلب من ميليشيا حزب الله، حتى في حالتها الضعيفة، الرد أيضًا، لكن من غير المرجح أن تتمكن ميليشيا الحوثيين من إطلاق وابل كثيف من الصواريخ؛ علاوة على أن تراجع قدرات "حزب الله" سيحد من تأثيره، وكذلك ضغوط الحكومة اللبنانية الجديدة.
وأوضح التقرير أنه في حين تُشير معظم التقديرات إلى أن إسرائيل، بمفردها، قد تُؤخر البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر، وبينما قدّر، في المقابل، أن الضربات الأمريكية قد تُؤخر البرنامج النووي الإيراني لمدة تصل إلى عام، لكن هذه الجداول الزمنية تفترض أن تبدأ إيران إعادة البناء فورًا، ولا تأخذ في الاعتبار أي تأخيرات إضافية قد تحدث بناءً على عوامل اقتصادية أو سياسية؛ وكما لا تأخذ هذه التقديرات في الاعتبار تأثير الردع أو إعادة الضربات المحتملة.