قالت صحيفة "التايمز" إن التقدم السريع لطهران نحو امتلاك قنبلة نووية، حيث اقتربت من مستوى اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة، أدى إلى الهجوم الإسرائيلي المتواصل على إيران، وزاد من حدة التوتر في الشرق الأوسط.
وفي حين ساد الاعتقاد بأن منشأتي التخصيب النووي الرئيسيتين في إيران مخفيتان في أعماق جبال البلاد، ورغم أن تدميرهما، بشكل منفرد دون دعم أمريكي، كان أمرًا صعبًا على الجيش الإسرائيلي، فإن هذا لم يمنع إسرائيل من مواصلة مساعيها.
وبينما استهدفت موجة الغارات، التي شُنت فجر الجمعة وتواصلت على مدى ساعات نهار اليوم، تدمير قدرة إيران على تصنيع قنبلة نووية، يتساءل بعض الخبراء عما إذا كانت هذه الهجمات ستُحدث أي شيء أكثر من مجرد عرقلة مؤقتة للبرنامج النووي.
خطوة استباقية
وبحسب الصحيفة، تأخذ مغامرة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بضرب منشآت طهران النووية إلى اتجاهين؛ أولهما، تدهور منشآت الأسلحة النووية الإيرانية بما يكفي لوقف المزيد من الإنتاج، وثانيهما، وهو الأخطر، تشجيع طهران على تسريع سباقها نحو صنع قنبلة نووية.
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل زعمت أن التهديد كان "وشيكًا" بعد أن خصبت إيران أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم إلى 60%، أي أقل بقليل من نسبة 90% اللازمة لصنع قنبلة نووية.
ووفقًا للأمم المتحدة، فإن هذا الوقود، إذا تم استخدامه في الأسلحة فقد يكفي لتسعة رؤوس نووية.
وأضافت الصحيفة أن الهجوم الإسرائيلي جاء بعد يوم من إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي لأول مرة بسبب عدم رغبة طهران في الكشف عن معلومات حول مخزونها النووي، وقبل أيام من الموعد المقرر لعقد جولة أخرى من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة للحد من البرنامج النووي.
قنبلة إيران النووية
وأردفت الصحيفة بأن وكالات الاستخبارات الغربية، بما في ذلك الأمريكية، قدرت أن إيران لا تصنع قنبلة حاليًا، على الرغم من امتلاكها للخبرة اللازمة.
وفي حين زعمت إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، لكنها تستطيع صنع قنبلة إذا تعرضت مواقعها للهجوم.
وقالت كيليسي دافنبورت، مديرة سياسة منع الانتشار في جمعية الحد من الأسلحة النووية، إن الضربات الإسرائيلية قد تُقرّب من لحظة ذهاب إيران لصنع قنبلة نووية.
وأضافت أنه "من المرجح الآن أن تنسحب إيران من معاهدة منع الانتشار، وتتخذ قرارًا ببناء أسلحة نووية".
وخلصت الصحيفة إلى أنه لا يمكن لإسرائيل تدمير المعرفة التي اكتسبتها إيران حول التطوير النووي. وفي حين أن هناك بالفعل خطرا حقيقيا من أن إيران تُحوّل اليورانيوم المُخصّب إلى مواقع سرية، وبينما يُمكن للضربات الإسرائيلية أن تعوق البرنامج، لكن إسرائيل لا تستطيع وقف إيران إلى أجل غير مسمى.
ونوهت الصحيفة بأنه من المُسلّم به على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية خاصة بها، على الرغم من أنها لا تُقرّ أو تُنكر امتلاكها.