logo
العالم

"صفقة وشيكة".. "هوس" ترامب بالمعادن الثمينة يمتد إلى ميانمار

"صفقة وشيكة".. "هوس" ترامب بالمعادن الثمينة يمتد إلى ميانمار
دونالد ترامبالمصدر: منصة إكس
22 أغسطس 2025، 6:20 م

تتجه إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نحو قرارات قد تكون "كارثية" في ميانمار، مدفوعة بهوس تأمين المعادن الأرضية النادرة، في ظل حرب أهلية مستعرة منذ أكثر من أربع سنوات، وفق تقرير لمجلة "فورين بوليسي".

وميانمار، وهي ثالث أكبر منتج لهذه المعادن الحيوية عالميًا، تُعد ساحة صراع معقدة، حيث يواجه المجلس العسكري بقيادة الجنرال مين أونغ هلاينغ معارضة شرسة من قوى مثل جيش استقلال كاشين المتمرّد. 

أخبار ذات علاقة

رئيس الحكومة العسكرية في ميانمار الجنرال مين أونغ هلاينغ

رفع العقوبات عن ميانمار.. تحوّل أمريكي تقوده اعتبارات استراتيجية

ومع ذلك، تبدو واشنطن مستعدة للتواصل مع هذا النظام، رغم اتهامات سابقة له بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، ما يثير تساؤلات حول أولويات الإدارة الأمريكية وتداعيات قراراتها، كما تضيف "فورين بوليسي".

ووفقًا لتقارير حديثة، تدرس إدارة ترامب خيارات مثل دعم جيش استقلال كاشين أو إجراء محادثات سلام مباشرة مع المجلس العسكري، ورغم أن "فورين بوليسي" ترى أن هذا ليس أمرًا سيّئًا، بل قد يكون ضروريًا لإنهاء الصراع، إلا أنها تستدرك أن الإشارات الأخيرة تشير إلى أن الهدف الأساسي لواشنطن هو تأمين المعادن النادرة، وليس تعزيز السلام أو الديمقراطية.

وفي يوليو الماضي، خففت الإدارة العقوبات على حلفاء المجلس العسكري وشركات مرتبطة به، بعد رسالة مديح وجهها مين أونغ هلاينغ إلى ترامب، أشاد فيها بـ"قيادته القوية".

ورغم نفي البيت الأبيض لأي صلة بين الرسالة ورفع العقوبات، فإن غياب تفسير واضح يثير الشكوك، خصوصًا أن نايبيداو من جانبها تحاول استغلال هذا التحول لتحسين علاقاتها مع واشنطن، وربما كسب دعمها للقضاء على المعارضة. 

أخبار ذات علاقة

 مين أونغ هلاينغ

"قائد قوي".. زعيم ميانمار "يشكر" ترامب على الرسوم الجمركية

وأعلن المجلس العسكري عن خطط لإجراء انتخابات وطنية في ديسمبر أو يناير، لكن هذه الخطوة تبدو مستحيلة في ظل الحرب والأحكام العرفية المستمرة، كما أنه أنهى حالة الطوارئ الوطنية في 31 يوليو، ليعيد فرضها سريعًا في مناطق المعارضة، في خطوة بدت كمحاولة لخداع المجتمع الدولي. 

وفي تطور لافت، استعان النظام بشركة ضغط أمريكية، مجموعة دي سي آي، بعقد قيمته 3 ملايين دولار سنويًا، لتحسين صورته وتعزيز العلاقات مع واشنطن، مع التركيز على التجارة والموارد الطبيعية.

"سمك في الماء"

وترى "فورين بوليسي" أن التوجه الأمريكي يحمل مخاطر جمة، فهو يُعرّض سمعة الولايات المتحدة كداعمة للديمقراطية للخطر، إذ إن قرار تخفيف العقوبات أثار صدمة توم أندروز، المقرر الخاص للأمم المتحدة، الذي وصفه بـ"تراجع كبير" عن الجهود الدولية لتقييد المجلس العسكري. 

كما تعقد المجلة أن دعم النظام في ميانمار قد يُقوض إجماع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ذا النقاط الخمس، الذي يدعو إلى حوار شامل لحل الصراع، معتبرة أن أي محاولة أمريكية لتجاوز هذا الإجماع ستُثير انتقادات حادة من الكتلة، ما يُهدد العلاقات مع دول المنطقة.

في المقابل، ومن الجانب العملي، فإن التعاون مع النظام للوصول إلى المعادن النادرة أمر غير مجدٍ، بحسب "فورين بوليسي"، فالمجلس العسكري يفتقر إلى السيطرة على ولاية كاشين، الغنية بهذه المعادن، والتي تسيطر عليها منظمة استقلال المتمرّدة. 

الصين هناك

كما تواجه طموحات ترامب عقبة أخرى، إذ إن الصين، الداعم الرئيس لنظام ميانمار، تستفيد حاليًا من صادرات تلك المنطقة، ولتحقيق أهدافها، ستحتاج واشنطن إما إلى عقد صفقة مع منظمة استقلال كاشين تفوق عرض بكين، أو دعم استيلاء عسكري للمجلس على المنطقة.

وتذهب إلى أن الخيار الأخير محفوف بالمخاطر، وقد يُورط الولايات المتحدة في مستنقع جديد، رغم أن إدارة ترامب لم تُظهر بعد دعمًا صريحًا للمجلس العسكري، فإن تخفيف العقوبات يُنذر بتحول خطير. 

وتخلُص المجلة إلى أن واشنطن بحاجة إلى إعادة تقييم أولوياتها وتجنب الانجرار وراء فخ المعادن النادرة، معتبرة أن الخطأ الاستراتيجي المحتمل في ميانمار لن يُعرض مصالحها فحسب، بل قيمها الأساسية، ما قد يُكلفها ثمنًا باهظًا على الساحة الدولية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC