logo
العالم

أثارت مخاوف أوروبية.. لماذا شاركت واشنطن في مناورات "زاباد 2025"؟

نسخة سابقة من مناورات زابادالمصدر: أ ف ب

يرى خبراء سياسيون وعسكريون أن مشاركة ضباط  أمريكيين في مناورات "زاباد 2025" الروسية البيلاروسية تمثل مفاجأة دبلوماسية تحمل رسائل متعددة الأبعاد.

وشارك العسكريون الأمريكيون في المناورات الروسية البيلاروسية بدعوة رسمية من مينسك، الحليفة الوثيقة لموسكو.

وتزامنت مشاركة الوفد العسكري الأمريكي مع خطوات لافتة في العلاقات بين واشنطن ومينسك، أبرزها مكالمة الرئيس دونالد ترامب مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، وصف فيها الأول الأخير بـ"الرئيس المحترم جدًا"، والإفراج عن 52 سجينًا سياسيًا بوساطة أمريكية.

لكن الخطوة أثارت قلقًا أوروبيًا، إذ اعتبرت أوكرانيا وعدة عواصم غربية وجود العسكريين الأمريكيين في مناورات روسية-بيلاروسية مؤشرًا على تقارب مقلق.

مفاجأة دبلوماسية

وأكد بسام البني، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن زيارة وفد عسكري أمريكي لمناورات "زاباد 2025» الروسية البيلاروسية تعد مفاجأة دبلوماسية في ظل التوتر المتصاعد بين موسكو والغرب، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تعكس تحولاً استراتيجياً في ديناميكية القوة الدولية، وتفتح الباب أمام قراءة جديدة للتوازنات الجيوسياسية في المنطقة.

وأضاف البني في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن السياق العام للزيارة وما رافقها من رمزية سياسية وعسكرية يقدم مؤشرات على أن موسكو ومينسك تسعيان إلى إرسال رسائل متعددة الأبعاد، سواء إلى حلف الناتو أو إلى الغرب بشكل عام.

وأوضح الخبير في الشؤون الروسية أن تصريحات وزير الدفاع البيلاروسي، فيكتور خرينين، والتي أكد فيها أن العسكريين الأمريكيين "شاهدوا كل ما يهمهم"، تحمل رسالة واضحة حول الثقة الروسية البيلاروسية بقدراتهما العسكرية، مع الحرص على إظهار قدر من الشفافية أمام الخصوم المحتملين.

أخبار ذات علاقة

مناورات عسكرية روسية

من البلطيق إلى القطب الشمالي.. روسيا ترسم حدود النار بمناورات "زاباد 2025"

 وأشار البني إلى أن توقيت الزيارة يحمل أبعادا استراتيجية لافتة، خصوصا أنها جاءت بعد حادثة إسقاط بولندا لطائرات مسيّرة يعتقد أنها روسية، وهو ما زاد من حدة التصعيد بين موسكو وعواصم الغرب.

قدرات عسكرية وسياسية

ومن جانبه، قال العميد نضال زهوي، الخبير العسكري، إن مشاركة ضباط أمريكيين حتى ولو بصفة مراقبين في المناورات الروسية البيلاروسية، تمثل جزءا من استراتيجية الردع تجاه حلف الناتو، وتعكس بوضوح القدرات العسكرية والسياسية الروسية، خاصة وأن موسكو لا تخفي قوتها، بل تسعى لترسيم خطوطها الحمراء وعلى وجه التحديد في أوروبا الشرقية.

ويرى في حديث لـ"إرم نيوز"، أن روسيا من خلال هذه الخطوة تبعث برسالة واضحة إلى واشنطن، مفادها بأن باب الحوار لا يزال مفتوحًا، ولكن بشرط احترام المصالح الأمنية الروسية. 

ولفت الخبير العسكري إلى أن قنوات التواصل بين موسكو وواشنطن لم تُغلق رغم التصعيد الإعلامي المتبادل، إذ ما زالت هناك مسارات خلفية فاعلة للتواصل.

وأشار إلى أن العلاقة بين روسيا وأمريكا تظل محفوفة بالمخاطر، وتقوم على حسابات استراتيجية دقيقة، موضحًا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى باستمرار إلى إبرام صفقات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "باعتباره رجل أعمال"، في محاولة لتحييد أوروبا عن هذه الصفقات.

وأكد العميد زهوي أن ترامب أظهر مرارًا دعمه لفكرة التقارب مع روسيا، رغم معارضة مؤسسات الدولة العميقة في واشنطن، لا سيما أن المجمع الصناعي العسكري الأمريكي يدفع نحو تسويق الأسلحة للدول الأوروبية التي تتحمل تكاليف هذه الصفقات. 

أخبار ذات علاقة

مناورات عسكرية روسية سابقة

"زاباد 2025".. رسائل ردع روسية على حدود الناتو

وتابع: "وفي المقابل يراهن بوتين على براغماتية ترامب وقدرته على تحييد موقف الناتو وواشنطن، معتبرًا ذلك هدفًا استراتيجيًا لموسكو في المرحلة الحالية".

وأضاف العميد نضال زهوي، أن إظهار روسيا لثقتها في مواجهة الناتو ليس مجرد استعراض قوة، بل خطوة محسوبة تجمع بين التكتيك العسكري والانفتاح الدبلوماسي مع واشنطن. 

وشدد على أن موسكو تسعى لتغيير قواعد الاشتباك في أوروبا الشرقية، ليس فقط باستخدام القوة العسكرية، بل أيضًا عبر الرمزية السياسية والدبلوماسية.

وأكد العميد زهوي على أن فتح جبهة دبلوماسية جديدة يمثل أولوية كبرى بالنسبة لروسيا، في ظل انسداد مسار العلاقات الراهنة مع الغرب بسبب الأزمة الأوكرانية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC