يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض تعريفات جمركية على إسبانيا لمعاقبتها على عدم بلوغ إنفاقها العسكري ما نسبته 5 % من ناتجها المحلي الإجمالي.
وفي "قمة الناتو" السنوية، التي استضافتها هولندا، في شهر يونيو/حزيران الماضي، التزم أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" بتخصيص 5% على الأقل من ناتجهم المحلي الإجمالي للدفاع.
وقال ترامب في تصريح للصحافيين في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، "أعتقد أن هذا الأمر مهين جداً لحلف شمال الأطلسي"، مضيفاً: "أدرس معاقبتهم تجارياً من خلال التعريفات بسبب ما فعلوه، وقد أفعل ذلك"، وفقًا لـ"فرانس برس".
والأسبوع الماضي، اقترح ترامب، طرد إسبانيا من حلف "الناتو"، الذي الذي يضم 32 دولة، بسبب عدم تلبيتها متطلبات الإنفاق الدفاعي، البالغة 5% من الناتج المحلي الاجمالي، التي كان قد شدّد عليها سابقاً.
وأصرّ رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز على أنّ مدريد لن تحتاج إلى تحقيق هذا الرقم الكبير. وتُعدّ إسبانيا من أقلّ دول حلف شمال الأطلسي إنفاقاً على الدفاع نسبياً.
وبعد تلويح ترامب بطرد إسبانيا من حلف "الناتو" شدّدت مصادر حكومية في مدريد، يوم الجمعة الماضي، على "التزام" البلاد تجاه حلف شمال الأطلسي، وعلى "عضويتها الكاملة" فيه.
ويواجه حلف "الناتو" أزمة داخلية حادّة مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة؛ ما يهدّد مصيره، ويجعل علاقته مع الولايات المتحدة أكثر تذبذباً وريبة.
وبحسب تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية، فإن "الناتو" يواجه أزمة وجود بفعل ردود ترامب "المتهوّرة"، مثل إلغاء تمويل تدريب عسكري لدول البلطيق، وسحب دعم استخباراتي مؤقت من أوكرانيا، إضافة إلى خطاب نائب الرئيس جيه دي فانس اللاذع ضد الليبراليين الأوروبيين.
وتثير هذه التطوّرات مخاوف من سحب عشرات الآلاف من القوات الأمريكية من أوروبا أو حتى صفقة إستراتيجية مع روسيا؛ ما يجعل مصير "الناتو" معلّقاً بين البقاء والتفكّك، في أسوأ أزمة منذ كارثة السويس العام 1956.