أظهرت قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين، التي تختتم يوم الأربعاء بعرض عسكري ضخم في بكين، تصاعد نفوذ المعسكر المناهض للغرب بقيادة الرئيس الصيني شي جين بينغ.
والتجمّع، الذي حضره زعماء مثل الروسي فلاديمير بوتين، والهندي ناريندرا مودي، والكوري الشمالي كيم جونغ أون إضافة إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، عكس تماسكاً غير مسبوق في مواجهة الغرب، مستغلاً تردد أوروبا وتناقضات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورأى تقرير لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أن القمة والعرض العسكري أكدا أن ميزان القوى بات يميل نحو بكين، حيث تسعى الصين لقيادة "الجنوب العالمي" بنموذج سياسي وقيمي يناقض الغرب.
ومن المؤشرات المهمة للقمة والعرض، بحسب الصحيفة الفرنسية، أن بوتين أثبت أنه ليس معزولاً، بينما حظي كيم جونغ أون بالاحترام الذي يسعى إليه، فيما كان مودي، بدوره يُظهر أن الهند قد تنحاز للمعسكر المناهض للغرب تحت ضغط سياسات ترامب.
وقالت الصحيفة إن "هذا التحالف يستفيد من ضعف الديمقراطيات الغربية، التي تعاني من تقلبات انتخابية وقرارات قصيرة الأمد، مقارنة بالتزام الأنظمة الأخرى بأهدافها طويلة الأمد".
كما ذهب تقرير "لوفيغارو" إلى أن تردّد الاتحاد الأوروبي في دعم أوكرانيا عسكرياً، وانقساماته حول سياسات الصين واستخدام القوة، أضعف نفوذه، كما منحت تناقضات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خاصة فرضه رسوماً على الهند، بكين وحلفاءها نقاط قوة.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن انقسامات المجتمع عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة وأوروبا، التي تختلف في القيم والرؤى، عززت نفوذ المعسكر المناهض للغرب.
وفي مقابل "السياسة المتذبذبة" لترامب مع حلفائه، اعتبرت "لوفيغارو" أن قمة شنغهاي وعرض بكين عززا مكانة "شي" كزعيم للمعسكر المناهض للغرب، بينما أظهرت الأسلحة المعروضة طموح الصين لتحدي الهيمنة الأمريكية، مما ينذر بتغيرات عميقة في النظام العالمي.
رغم التماسك الظاهري، تلفت "لو فيغارو" إلى ظهور فجوات داخل المحور، فالصين لم تدعم إيران عند قصف منشآتها النووية، وتعبر عن استياء من تهديدات روسيا النووية.
لكن الصحيفة الفرنسية تستدرك أن "الهدف المشترك، المتمثّل بتحدي الهيمنة الغربية، يتغلب حالياً على تلك الخلافات"، مشيرة بذلك إلى أن شي وبوتين ومودي أظهروا قرباً شخصيًا خلال القمة، مما عزز صورة وحدتهم.
والقمة التي جمعت حوالي 20 زعيماً يمثلون نصف سكان العالم وربع ثرواته، حضرها أيضاً زعماء من بيلاروسيا وبورما وتركيا، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مما أضفى شرعية دولية على الحدث.
وأكد شي جين بينغ ضرورة "رفض روح الحرب الباردة" وتوحيد "الجنوب العالمي"، بينما جدد بوتين اتهامه للغرب بإشعال الحرب في أوكرانيا.