تُظهر قمة منظمة شنغهاي للتعاون، التي عُقدت في تيانجين بالصين، تصميم دول الجنوب العالمي، بقيادة الصين وروسيا والهند، على بناء نظام دولي بديل يتحدى الهيمنة الأمريكية والأوروبية، وفق ما أكده تقرير فرنسي.
وتضم المنظمة عشر دول أعضاء، بما في ذلك إيران وبيلاروسيا، إلى جانب دول مراقبة مثل أفغانستان وشركاء حوار مثل تركيا وأذربيجان.
ومع حضور أكثر من 20 زعيماً عالمياً، أكد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أن المنظمة تسعى لرفع مستوى التعاون الأمني الإقليمي، معارضة أي تدخل خارجي، ووضع أسس نظام عالمي جديد.
ووفق تقرير لـ reseau international، يُنظر إلى هذه الجهود في الغرب أحياناً على أنها غير ذات أهمية، لكن الدول الثلاث، التي تُعد من بين الاقتصادات الأكثر ديناميكية وابتكاراً في العالم، تأخذ هذا المسعى على محمل الجد، بهدف إنشاء نظام عالمي لا يخضع لسيطرة الولايات المتحدة أو أوروبا.
وتشهد الساحة الدولية حالياً محاولات مكثفة من هذه الدول لتحقيق رؤيتها، إذ تسعى روسيا والصين، من خلال منصات مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس، إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين دول الجنوب العالمي، بهدف تقليص النفوذ الغربي.
وتلعب الهند، بصفتها قوة اقتصادية صاعدة، دوراً محورياً في هذه الجهود، حيث تسعى إلى تعزيز مكانتها كلاعب عالمي مستقل، رغم التوترات الدبلوماسية مع الغرب.
ويذهب التقرير إلى أن العديد من القادة السياسيين والمحللين الغربيين "لا يزالون يخدعون أنفسهم بالاعتقاد بأن الولايات المتحدة تتحكم في مصيرهم، وتُشكل قوة مهيمنة لا تتزعزع"، وأن العديد من الانطباعات الأمريكية تحديداً "لا تزال ساذجة" مثل أن "العلاقات بين روسيا والصين عابرة"، وأنه "بقليل من الضغط ستتخلى موسكو بسهولة عن بكين".
في المقابل، يرى التقرير أن السياسة الغربية، التي يقودها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تتجه نحو "سلسلة من النكسات"، لافتاً إلى أن العقوبات "الانتقامية" التي أقرّتها واشنطن على نيودلهي، دفعت الهند إلى النأي بنفسها عن الولايات المتحدة، وربّما الخروج من حلفها بعد عقود من التحالف.
ويُظهر تولي مودي رئاسة مجموعة البريكس واستعداده لاستضافة قمتها في 2026 تصميم الهند على مقاومة الضغوط الأمريكية والمساهمة في بناء نظام اقتصادي وسياسي مستقل.
وتسعى منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس إلى تحدي النظام الدولي الذي هيمن عليه الغرب لثمانين عاماً، وتُعتبر الصين والهند وروسيا، بفضل اقتصاداتها الديناميكية والمبتكرة، قوى رئيسية في هذا المسعى، بحسب التقرير.
لكن الغرب، بقيادة واشنطن، يواصل سياسة العقوبات بدلاً من التعاون، متجاهلاً أهمية هذه الدول، في المقابل، تُظهر العلاقة المتنامية بين مودي وشي وبوتين، كما عكستها تصريحات رئيس الوزراء الهندي أن "الجنوب العالمي لن يرضخ للضغوط، بل يسعى لنظام عالمي متعدد الأقطاب يمنحه مساحة أكبر لتحقيق طموحاته" وفقا للتقرير.