اجتمع عشرون زعيمًا، من بينهم رؤساء روسيا وإيران والهند، في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، بمدينة تيانجين الصينية، في خطوة تعكس سعي بكين لتعزيز نفوذها السياسي والدبلوماسي والأمني في مواجهة الهيمنة الأمريكية، في ظل حالة عدم الاستقرار التي أحدثتها سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب "واشنطن بوست".
واعتبرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي وحد العالم ضده، من خلال سياساته.
ورغم أن الصين تنفي أي نية لتشكيل تكتل رسمي، فإنها تصِف هذه الاجتماعات بأنها منصة لتوسيع النفوذ الدولي للدول غير الغربية، مع تعزيز القدرة على التفاعل الدبلوماسي في قضايا الأمن الإقليمي، ووفقًا لـ تشو يونجبياو، الباحث بجامعة لانزهو، فإن "القمة تُعدُّ أيضًا مساحة آمنة لتبادل الدعم بين الدول التي تواجه عزلة دولية، مثل: إيران؛ ما يعكس بُعدًا دبلوماسيًّا رفيع المستوى إلى جانب البعد الأمني".
وجاء في السياق أن زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى اليابان قبل توجهه إلى تيانجين، وتجنب المشاركة في الاستعراض العسكري، أو عرض الأسلحة صينية الصنع (التي استخدمت باكستان بعضها في الصراع بين الخصمين في مايو)، يعكسان دقة التوازن الدبلوماسي من خلال "الحفاظ على العلاقات الثنائية مع الصين من جهة، مع مراعاة الانتماءات والتحالفات الإقليمية مثل الحوار الرباعي (الولايات المتحدة، اليابان، أستراليا، الهند) من جهة أخرى".
وترى مصادر رفيعة أن غياب أفغانستان عن الاجتماع، رغم كونها عضوًا مراقبًا منذ 2012، يسلط الضوء على القيود التي تفرضها العقوبات الدولية، ويبرز التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه دولًا ذات نظم متوترة أو تحت ضغط غربي.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن القمة من الناحية الأمنية والاقتصادية، تعكس التوسُّع المتواصل للمنظمة من ست دول عام 2001 إلى عشرة أعضاء كاملين اليوم، مع دخول دول جديدة، مثل: أذربيجان وأرمينيا؛ ما يتيح لبكين توسيع نفوذها غربًا وتقديم نفسها كقوة قادرة على تشكيل توازنات إقليمية، كما اقترح شي جين بينغ إنشاء بنك تطوير للمنظمة لتعميق التعاون الاقتصادي، وهو ما يُنظر إليه أيضًا كأداة لتعزيز النفوذ السياسي والأمني للصين داخل التكتل.
وحتى لو لم تؤدِّ الاجتماعات إلى قرارات ملموسة، فإن مجرد حضور القادة يعزز موقفهم السياسي أمام المجتمع الدولي، ويُظهر أنهم ليسوا معزولين رغم العقوبات الغربية، وبالنسبة لبكين، تعتبر القمة منصة لتأكيد قدرتها على قيادة حوار متعدد الأقطاب وإعادة رسم المعايير الدولية، مع إبراز قوتها العسكرية والدبلوماسية في آن واحد.