يدخل الرئيس الغابوني، برايس أوليغي نغيما، معترك الانتخابات المقبلة، في سبتمبر أيلول، عبر حزب جديد يحمل اسم "الاتحاد الديمقراطي للبنائين"، ممثلا بذلك تحولا رمزيا عن الانقلاب العسكري الذي أوصله إلى السلطة العام الماضي.
وبعد أزيد من شهرين على تنصيبه رئيسا للبلاد لولاية من 7 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، أعلن الرئيس الغابوني تأسيس حزب سياسي يحمل اسم "الاتحاد الديمقراطي للبنائين"، ويرفع شعار "الشمول والتنمية والسعادة".
وقال نغيما أمام أكثر من 10 آلاف شخص حضروا المؤتمر الافتتاحي إنه لا يريد "إنشاء حزب انتخابي يستغل الانتخابات"، وإنما يريد حزبا يدعمه "لا أداة سياسية" تجعله يضطر إلى "مقايضة الأغلبية بالإجماع".
وأضاف نغيما أن البلاد "شهدت 50 عاما من العمل السياسي، الذي يكون فيه القادة أدوات بيد حزبهم السياسي"، وأنه لا يريد "تلقين أحد عقيدة معينة"، متعهدا باعتماد نظام الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحي الحزب.
ويرى المتخصص في ديناميكيات الأمن في غرب أفريقيا، رِدا سانتي، أن "انصهار قيادات الحزب الديمقراطي الغابوني السابق مع الاتحاد الديمقراطي للبنائين يشير إلى استمرار السياسات نفسها بدلا من الإصلاح الموعود".
وأضاف المحلل السياسي لـ"إرم نيوز"، أن برنامج الحزب يستغل حالة السأم الشعبي من حكم السلطة السابقة الذي دام 56 عاما، والذي اتسم بالفساد وركود مستويات المعيشة رغم ثروة الغابون النفطية.
وأشار إلى أن ترسيخ نغيما سلطته، أولًا من خلال انقلاب أغسطس آب 2023، ثم عبر انتخابات وصفتها جماعات المعارضة بأنها غير شرعية، يثير مخاوف بشأن ما إذا كانت إدارته تُمثل تغييرا حقيقيا.
بدوره، قال الباحث السياسي مارك أونا إسانغي: "يبدو هذا الأمر أشبه بإعادة صياغة الهوية أكثر من كونه ثورة. وسيكون الاختبار الحقيقي هو ما إذا كان أوليغي يسمح بالسياسة التنافسية أم أنه ببساطة سيُعيد بناء نظام الحزب الواحد بوجوه جديدة".
وقد تزامن إطلاق البرنامج الحزبي مع تعليق عضوية الغابون في الاتحاد الأفريقي، والمفاوضات الجارية مع الشركاء الدوليين سعياً للعودة إلى النظام الدستوري.
وبينما تعهد نغيما بإجراء انتخابات للهيئات التشريعية عام 2025، فإن هيمنة حزبه الجديد قد تُشكل المشهد السياسي في الغابون لسنوات؛ ما يُحدد ما إذا كان خطابه الطموح سيُترجَم إلى تغيير ديمقراطي جوهري.
أما الحزب الجديد فاعتبر في بيان له أن إنشاءه يجسد رغبة مشتركة في إعادة بناء العقد الاجتماعي الغابوني بعد "الفوز الرئاسي الباهر" لنغيما، الذي أنهى أكثر من 50 عاما من حكم سلالة بونغو.
وتابع الحزب أن شعاره "الشمول والتنمية والسعادة" يعكس طموحا بتوحيد الغابون والتحول والارتقاء بها.
وأدى الجنرال نغيما اليمين الدستورية في 3 مايو/ أيار الفائت رئيسا للبلاد، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 12 أبريل/ نيسان الماضي بنسبة 94.85% من مجموع أصوات الناخبين.