أثار فوز بريس أوليغي نغيما في الانتخابات الرئاسية بالغابون تساؤلات حول ما إذا كان سيقطع فعليًا مع إرث علي بونغو وعائلته، الذين أطاح بهم في انقلاب عسكري عام 2023.
وحصد نغيما نحو 90.35% من أصوات الناخبين، بعد أن قاد انقلابًا مثيرًا للجدل في 30 أغسطس/آب 2023 ضد الرئيس علي بونغو، الذي واجه اتهامات بنهب ثروات البلاد، وذلك في وقت تتصاعد فيه موجة الانقلابات العسكرية بالقارة الإفريقية.
ورغم امتلاك الغابون احتياطات هائلة من الغاز الطبيعي وموارد أخرى، إلا أن البلاد تعاني من أزمات حادة على مستوى البنية التحتية، انعكست في حوادث متكررة، منها خروج قطارات عن مسارها.
وتنافس نغيما على المنصب مع كلود بيلي باي نزيه، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في عهد بونغو، قبل انقلاب أغسطس/آب 2023، الذي يعد ثامن انقلاب تشهده منطقة غرب ووسط إفريقيا منذ عام 2020.
وعلّق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، بأن "النقص المستمر في الكهرباء والماء، إلى جانب تردي البنية التحتية، يجعل مهمة نغيما صعبة للغاية، خاصة مع تنامي المعارضة ضده".
وأضاف كايتا، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن "نغيما لم يُدلِ بأي خطاب بعد إعلان فوزه، لكن من المؤكد أن الرجل، الذي تولى في وقت سابق رئاسة المجلس العسكري الانتقالي، يواجه تحديات جسيمة، أبرزها الحوادث المتكررة المرتبطة بالبنية التحتية المهترئة".
وأوضح أن "نغيما سبق أن وعد بإصلاحات شاملة سياسيًا ودستوريًا واقتصاديًا، لكن تنفيذ تلك الوعود سيصطدم بعقبات كبيرة، في ظل الأزمات المتعددة التي تمر بها البلاد".
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه منطقة غرب إفريقيا موجة من الانقلابات، وسط اضطرابات أمنية وسياسية متصاعدة، وبينما يسود الاستقرار النسبي في الغابون، فإن البلاد تواجه تحديات أخرى، بحسب مراقبين.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد إدريس، إن "المحك الحقيقي أمام نغيما يتمثل في تنويع الاقتصاد الذي كان معتمدًا على النفط بشكل أساسي، وهو وعد طرحه مرارًا سواء في حملته الانتخابية أو خلال المرحلة الانتقالية".
وأضاف إدريس، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، "رغم موارد الغابون، فإن معظم سكانها يعانون الفقر، وأعتقد أن الولاية الرئاسية لنغيما، التي تمتد لـ7 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرته على التغيير والتنفيذ".