logo
العالم

ظل زيلينسكي.. من هو أندريه يرماك مهندس قرارات كييف؟

أندريه يرماك وفولوديمير زيلينسكيالمصدر: وسائل إعلام أوكرانية

يبرز أندريه يرماك، في قلب السلطة الأوكرانية، كواحد من أكثر الشخصيات نفوذاً وغموضاً، يشرف على القرارات العسكرية والسياسية ويثير جدلاً واسعاً حول أسلوبه في إدارة الملفات الحساسة سواء داخل البلاد أو خارجها.

وحذر موقع "كييف بوست" أحد أبرز المواقع الإعلامية الأوكرانية الناطق بالإنجليزية، في يوليو/تموز الماضي، من أن "أوكرانيا، وسط صراعها مع روسيا من أجل البقاء، لا يجب أن تتجه نحو الانزلاق السلطوي كما حدث مع جارتها".

حينها، كان الرئيس فولوديمير زيلينسكي على وشك إصدار قانون يقلص استقلاليات ويحد من صلاحيات الوكالات المناهضة للفساد، ما أثار احتجاجات جماهيرية واسعة في كييف رغم ظروف الحرب، وحذر الاتحاد الأوروبي من أن القانون قد يعيق مساعي انضمام أوكرانيا للاتحاد.

أخبار ذات علاقة

ترامب وزيلينسكي

لماذا التزمت إدارة ترامب الصمت ضد فضيحة الفساد في أوكرانيا؟

من هو يرماك؟

يُعتبر أندريه يرماك المحرك الرئيسي لهذه التحركات، فقد شهدت الشوارع شعارات منددة به مثل: "يرماك ارحل!".

ومنذ بداية الهجوم الروسي في فبراير/شباط 2022، بقي يرماك إلى جانب زيلينسكي في كييف رغم تهديدات القوات الروسية، رافضاً عروض المغادرة حتى من الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، مؤكداً: "لا أحتاج لطائرة لأرحل، أحتاج المزيد من الأسلحة".

أندريه يرماك وفلاديمير زيلينسكي

قبل انخراطه في السياسة، عمل يرماك في صناعة السينما واستيراد المنتجات الفاخرة، وهو عازب وبدون أطفال.

وتعرف على زيلينسكي عام 2011 وانضم لحملته الانتخابية في 2019، ثم أصبح مستشاره الرئيسي للشؤون الدولية ورئيس مكتبه الرئاسي، ما أتاح له تدريجياً السيطرة على توجيه السياسات ومراقبة الحكومة.

دور محوري

يصف الصحفي في "فايننشال تايمز" البريطانية، كريستوفر ميلر،  العلاقة بين يرماك زيلينسكي بأنها وثيقة للغاية، حتى إنهما غالباً ما يمضيان الأمسيات معاً، ويلعبان البينغ بونغ أو يشاهدان الأفلام، ويذهبان في الصباح لصالة الألعاب الرياضية. 

ويقول مستشار سابق للرئيس إن "الوصول إلى زيلينسكي مستحيل دون المرور عبر يرماك"، مضيفاً: "وهذا يمثل مشكلة".

أندريه يرماك

ولعب يرماك دوراً محورياً في المحاولات الدبلوماسية لأوكرانيا، من بينها تنظيم لقاءات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومحاولة جذب دعمه لقضية أوكرانيا، رغم أن بعض هذه الخطوات انتهت بإحراج الرئيس زيلينسكي أمام وسائل الإعلام. 

كما أن يرماك، الذي كان مرتبطاً جيداً بواشنطن منذ عهد بايدن، لا يزال ينجح في ترتيب اجتماعات مع مراكز أبحاث محافظة جديدة معادية لترامب، أو ترتيب مقابلة على قناة "فوكس نيوز"، حيث سمح زيلينسكي لنفسه بانتقاد الرئيس. 

لكن أسلوب يرماك المتشدد أدى إلى تأخير دخول أوكرانيا في المفاوضات مع روسيا، على الرغم من استعداد موسكو للمشاركة. فقد أصر على عقد اجتماعات ثلاثية تشمل زيلينسكي وترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما جعل روسيا تبدو كعائق أساسي أمام السلام، وبالتالي زادت المخاطر على الجبهة الأوكرانية.

أخبار ذات علاقة

جنود أوكرانيون يعلقون قنابل جوية صغيرة على طائرة بدون طيار

مختبر الحروب الذكية.. كيف غيّرت "طيور الموت" المعارك في أوكرانيا؟

نفوذ كبير

وساهم يرماك، على المستوى الداخلي، في تغييرات جسيمة عبر إبعاد قادة عسكريين ومدنيين بارزين مثل فاليري زالوجني وفلاديمير كودريتسكي، فضلاً عن تأثيره على المحاكمات السياسية، بما في ذلك محاكمة الرئيس السابق بيترو بوروشنكو.

كما عرقل ترشيح رئيس جهاز المخابرات العسكرية، كيريلو بودانوف، رغم اتفاقهما على السياسات المتشددة تجاه النزاع، في تعارض واضح مع رغبة 69% من الأوكرانيين في إنهاء الحرب بسرعة.

يدرك ييرماك الوضع الصعب على الجبهة، خاصة في بوكروفسك، وقد طلب دعمًا عسكريًا إضافيًا من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، مؤكدًا أن القوات الأوكرانية لم تعد قادرة على الصمود، وهدد الأوروبيين بعدم التوصل إلى اتفاق لتحويل الأصول الروسية المجمدة إلى أوكرانيا، ما يعكس نفوذه الكبير وتهديده المباشر للسياسات الدولية المرتبطة بالبلاد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC