مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم

بسبب حرب غزة.. أزمة "تي إن تي" تضرب الناتو وتهدد إمداد أوكرانيا بالذخيرة

مادة تي إن تي المصدر: التلغراف

كشف تقرير عسكري أن حلف شمال الأطلسي يواجه نقصاً كبيراً في المتفجرات بعد أن تم استخدام كميات كبيرة من إمدادات مادة تي إن تي خلال الحرب على غزة.

ويعد مصنع نيترو كيم تي إن تي المملوك للدولة في بولندا، هو الوحيد من نوعه في أوروبا ولا يواكب الطلب العالمي المتنامي فوق الطاقة الإنتاجية.

وبحسب تقرير لصحيفة "التلغراف"، فإن الولايات المتحدة استوردت جلّ إنتاج المصنع لتصنيع مجموعة متنوعة من الذخائر، كثير منها استُخدم في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وإنتاج القنابل الخارقة للتحصينات.

"كميات هائلة" فوق غزة

وصدّرت واشنطن هذه الأسلحة إلى إسرائيل بـ "كميات هائلة"، وارتبطت بهجمات أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا في مناطق مكتظة بالسكان في غزة، بحسب "التلغراف".

ووفقاً للتقرير الذي أعدته مجموعة من جماعات حقوق الإنسان الدولية، بما في ذلك حركة الشباب الفلسطينية، فقد قامت شركة نيترو كيم بتزويد إسرائيل بشكل مباشر بالمتفجرات، بما في ذلك مادتي تي إن تي.

أخبار ذات علاقة

"بوتن والوحش النووي".. ما الذي تخفيه روسيا وراء التجربة الصاروخية؟

من البحر إلى اليابسة.. هل يقلب "صاروخ الرعب" الروسي معادلة الحرب في أوكرانيا؟

وبعيداً عن منطقة الشرق الأوسط، فإن الاعتماد المفرط على مصنع بولندي واحد لإنتاج أحد أكثر المتفجرات استخداماً على نطاق واسع في العالم أدى إلى تعريض المملكة المتحدة وبقية دول أوروبا لنقص خطير في هذه المادة الحيوية.

وأعاق نقص إمدادات مادة تي إن تي قدرة أوروبا على إمداد أوكرانيا في ساحة المعركة ضد روسيا، وأجبر كييف على ترشيد استخدامها لقذائف المدفعية، وترك الغرب يُسارع إلى تجديد مخزوناته المحلية.

وفي حين أن شركة نيترو-كيم لا تكشف عن كمية مادة تي إن تي التي تنتجها سنوياً، إلا أن أحد التقديرات يُشير إلى أنها تُقدر بحوالي 10,000 طن سنوياً. إذا استُخدمت كل قطرة من مادة تي إن تي، فسينتج عن ذلك حوالي مليون قذيفة مدفعية عيار 155 ملم، حيث تتطلب كل قذيفة ما بين 10 و11 كيلوغراماً من المتفجرات.

ومع ذلك، تعهد الاتحاد الأوروبي بإرسال أكثر من مليون طلقة إلى أوكرانيا بحلول عام 2025، وكانت تعهدات مماثلة قدمت في السنوات السابقة لدعم كييف ضد روسيا قد فشلت في الوفاء بها.

لكن شركة نيترو-كيم غارقة بالفعل في الطلبات، حيث وقعت أكبر صفقة لها حتى الآن مع الجيش الأمريكي في أبريل/نيسان، بقيمة 310 ملايين دولار لتوفير 18 ألف طن من مادة تي إن تي من 2027 إلى 2029.

 وجاءت الاتفاقية بعد شهرين فقط من إرسال واشنطن دفعة أخرى من الذخيرة إلى إسرائيل، تحتوي على 1800 قنبلة ثقيلة من طراز إم كيه-84، وفي الوقت الذي أُبلغ فيه الكونغرس بطلب جديد لشراء 2800 قنبلة من طراز إم كيه-82.

يقول التقرير: "لولا مادة تي إن تي البولندية الصنع، لما كان من الممكن تحقيق هذا القصف الجوي الهائل والكثيف الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين ودمر ظروف الحياة في غزة". 

أخبار ذات علاقة

جنود أوكرانيون يعلقون قنابل جوية صغيرة على طائرة بدون طيار

مختبر الحروب الذكية.. كيف غيّرت "طيور الموت" المعارك في أوكرانيا؟

ويشير التقرير أيضاً إلى أن الولايات المتحدة أرسلت، بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويوليو/تموز 2024، ما لا يقل عن 14,000 قنبلة من طراز MK-84 و8,700 قنبلة من طراز MK-82 وزنها 500 رطل.

نقص وخيارات "الأعداء"

يعود جزء من سبب اعتماد الدول الغربية المفرط على منشأة واحدة إلى توقف منتجي مادة تي إن تي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى عن الإنتاج المحلي، نظراً للنفايات السامة والملوثة الناتجة عن تصنيع هذه المادة المتفجرة. 

في المملكة المتحدة، أُغلق آخر مصنع لإنتاج تي إن تي عام 2008، فيما كانت الولايات المتحدة قد أغلقت آخر منشأة إنتاج لها في ثمانينيات القرن الماضي. واستولت روسيا على مصنع في شرق أوكرانيا عام 2022.

وتسعى شركة سويبال السويدية إلى بناء مصنع لإنتاج مادة تي إن تي بالقرب من بلدة نورا الصغيرة، بهدف زيادة الطاقة الإنتاجية الأوروبية لهذه المادة بنحو 75%. وقد انتقد يواكيم سيوبلوم، الرئيس التنفيذي للشركة، لوائح الاتحاد الأوروبي الصارمة التي تُسبب تأخيرات غير ضرورية.

ويقول خبراء الصناعة إن تكلفة وإمدادات الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية قد تتأثر أيضاً، حيث تحتاج المعادن والفلزات المستخدمة في تلك الأجهزة إلى الاستخراج.

ومن بين الدول الكبرى المنتجة لمادة "تي إن تي" الصين وروسيا، ولكن لا يعتبر أي منهما خياراً ممكناً بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا.

ودفع نقص مادة تي إن تي المملكة المتحدة والولايات المتحدة وبقية دول أوروبا إلى وضع خطط جديدة، ففي يونيو/حزيران، أعلنت المملكة المتحدة عن استثمار بقيمة 1.5 مليار جنيه إسترليني في مصانع ذخيرة جديدة. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC