logo
العالم

نقص عالمي في مادة حيوية.. حرب أوكرانيا تبتلع الـ "تي إن تي"

أسلحة تدخل فيها مادة تي إن تيالمصدر: منصة إكس

تسبّبت الحرب الروسية في أوكرانيا، المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، في نقص غير متوقع في مادة "تي إن تي"، المتفجرة الحيوية للاستخدامات العسكرية والمدنية، مما يكشف عن هشاشة سلاسل التوريد العالمية. 

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن مادة "تي إن تي"، التي كانت تُعتبر في السابق رخيصة ومتوفرة، أصبحت نادرة بسبب توقف الإمدادات من روسيا والصين وتعطل الإنتاج في أوكرانيا، مما يضع الولايات المتحدة وأوروبا في موقف حرج.

في ثمانينيات القرن الماضي، أغلقت الولايات المتحدة آخر منشآتها لإنتاج "تي إن تي" بسبب النفايات الخطرة الناتجة عن تصنيعها، مفضلة الاعتماد على موردين أجانب مثل روسيا، الصين، أوكرانيا، وبولندا.

 لكن الحرب في أوكرانيا، التي بدأت في فبراير 2022، أوقفت الإنتاج الأوكراني، حيث أصبحت مصانع مثل "زاريا" خلف خطوط العدو وخارج الخدمة.

 وفي الوقت نفسه، أوقفت روسيا والصين تصدير هذه المادة إلى الولايات المتحدة، تاركة بولندا المورد الوحيد المعتمد للبنتاغون، لكن بولندا، التي تزود أوكرانيا بالمتفجرات، تعاني من ضغوط كبيرة، مما قلل من توافر "تي إن تي" للولايات المتحدة.

تأثير مدني

ولا يقتصر هذا النقص على الاستخدام العسكري، بل يؤثر أيضاً على القطاع المدني، حيث تُستخدم "تي إن تي" في تفجير الصخور بالمحاجر لاستخراج المواد الخام للبنية التحتية. 

أخبار ذات علاقة

جنود أوكرانيون على خط المواجهة في دونيتسك

زيلينسكي: 60% من الأسلحة بيد جنودنا مصنعة في أوكرانيا

 ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في صناعة التفجيرات المدنية أن مصادر هذه المادة قد "جفّت"، مما يهدد مشاريع البناء الكبرى.

 وأشار جوني سامرز، نائب رئيس قسم الطاقة في شركة "Global Ordnance"، إلى أن الشركة تواجه صعوبات في تأمين "تي إن تي" منذ بداية الحرب، مضيفاً أن العروض من وسطاء صينيين غير قانونية، مما يدفع الشركة للبحث عن مصادر بديلة.

وردًا على هذه الأزمة، أعلن الجيش الأمريكي في نوفمبر 2024 عن عقد بقيمة 45 مليون دولار لشركة "REPKON USA-Defense LLC" لتصميم وتشغيل مصنع جديد في كنتاكي. 

لكن المنشأة، التي ستركز على الإنتاج العسكري فقط، لن تبدأ العمل قبل 2028، مما يكشف عن نقطة ضعف في القاعدة الصناعية الدفاعية الغربية، فيما وصف دوغلاس بوش، مساعد وزير الحرب الأمريكي، المشروع بأنه "خطوة كبيرة" لتعزيز القدرات الدفاعية.

وفي أوروبا، تواجه القارة تحديات مماثلة، إذ أفاد موقع "يوراكتيف" بأن الاتحاد الأوروبي يعتمد على مصنع واحد في بولندا، بينما تسعى دول مثل فنلندا لإنشاء منشأة إنتاج جديدة بتكلفة 200 مليون يورو.

 كما أعادت مجموعة "Czechoslovak Group" تشغيل مصانعها منذ حقبة الحرب الباردة. هذه الجهود تعكس محاولات محمومة لسد الفجوة في ظل استمرار الحرب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC