logo
العالم

50 يومًا قبل العاصفة الأمريكية.. هل يُغير ترامب قواعد اللعبة في أوكرانيا؟

50 يومًا قبل العاصفة الأمريكية.. هل يُغير ترامب قواعد اللعبة في أوكرانيا؟
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتينالمصدر: brookings
18 يوليو 2025، 6:46 ص

أكد خبيران أن تهديدات واشنطن الاقتصادية، المتعلقة بفرض رسوم جمركية جديدة على روسيا، لن تغير من مسار الحرب، بل قد تدفع موسكو إلى تسريع عملياتها العسكرية نحو العمق الأوكراني.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن مهلة زمنية لا تتجاوز الـ50 يومًا لموسكو لوقف الحرب، "وإلا سنفرض رسوماً جمركية بنسبة 100%".

وأوضح الخبيران لـ"إرم نيوز"، أن فرض هذه الرسوم في ظل واقع العقوبات الراهن لن يكون له أثر رادع، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية، في ظل قدرة روسيا على التكيّف بدعم من شبكة تحالفات دولية، تُضعف فعالية أي ضغوط اقتصادية غربية إضافية، وبينا أن المهلة الأمريكية تحمل أبعادًا سياسية داخلية أكثر من كونها تحذيرًا فعليًا لموسكو.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب وفلاديمير بوتين

خبراء: ترامب نصب فخًّا لنفسه بمنح موسكو مهلة 50 يومًا

 وتقف الحرب الروسية الأوكرانية أمام 50 يومًا قد تغير قواعد الاشتباك، أو على الأقل تُعيد توزيع أوراق الضغط بين اللاعبين الكبار، لكن السؤال الأبرز يبقى، هل ستنجح لغة الجمارك في تحقيق ما عجزت عنه المدافع والطاولات المستديرة؟.

أدوات تقليدية

وقال كارزان حميد، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية، إن فرض رسوم جمركية جديدة على روسيا، في ظل ظروفها الاقتصادية الحالية ومعاناتها من آلاف العقوبات، لن يُغير شيئًا في موازين الحرب، بل سيؤدي إلى تصعيد التوترات السياسية والعسكرية.

وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن ذلك الإجراء قد يدفع موسكو إلى إعادة النظر في استراتيجيتها العسكرية وتسريع عملياتها الميدانية، خصوصًا في العمق الأوكراني، معتبرًا أن استخدام أدوات الضغط الاقتصادي في هذا التوقيت قد تكون له نتائج عكسية تُفاقم الصراع بدلًا من كبحه.

وأشار المحلل حميد إلى أن روسيا استطاعت التكيّف مع العقوبات الغربية بفضل شبكة تحالفات قوية تضم الصين وإيران وكوريا الشمالية، إضافة إلى تكتل "بريكس”، مما يُضعف فعالية الإجراءات الأمريكية ويُحولها إلى مجرد رسائل سياسية غير مؤثرة على أرض الواقع.

ولفت إلى أن التوقيت السياسي للرسوم يعكس توجهًا أمريكيًا لتسجيل موقف داخلي ودولي، أكثر من كونه خطوة استراتيجية مدروسة، مشددًا على أن أمريكا تراهن على أدوات تقليدية في بيئة دولية تغيرت قواعدها ومعادلاتها.

وأكد المحلل السياسي أن استراتيجية فرض العقوبات أو الرسوم لا تشكّل رادعًا حقيقًا بقدر ما تفتح الباب أمام مزيد من التصعيد، خاصة أن موسكو لم تعد بمفردها، بل تنسق مع قوى تشترك معها في رفض الهيمنة الغربية، وفق تعبيره.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

مهلة الـ50 يوما.. رسالة سياسية أمريكية إلى روسيا "ضحيتها" أوكرانيا

 وذكر المحلل حميد أن الإدارة الأمريكية تعيد إنتاج سياسات قديمة عفا عليها الزمن، دون إدراك للتحولات الجديدة في موازين القوى الدولية، معتبرًا أن استفزاز موسكو اقتصاديًا قد يكون أقصر طريق نحو معركة أوسع نطاقًا في أوكرانيا.

مناورة سياسية

بدوره قال الدكتور سعد خلف، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الروسية، جزء من مناورة سياسية موجهة للداخل الأمريكي أكثر من كونها خطوة فعلية ضد موسكو.

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن ترامب يعتمد على أدوات غير تقليدية في تعاطيه مع الملفات الخارجية، فهو لا يطرح نشر قوات، كما يفعل بعض الأوروبيين، ولا يرسم "خطوطًا حمراء"، بل يستخدم الاقتصاد كسلاح ضغط سياسي، مهددًا بفرض رسوم بعد 50 يومًا في حال لم يتم التوصل إلى تسوية.

وأشار الدكتور خلف إلى أن ترامب قد يُوسّع هذه التهديدات لتشمل شركاء روسيا التجاريين مثل الصين، وتركيا، والهند، ودول الخليج، في ما وصفه بـ"جمركة مؤجلة"، لافتًا إلى أن ترامب ترك لنفسه هامشًا للمناورة والتراجع بمجرد انتهاء المهلة الزمنية التي حدّدها.

وبيّن أنه من وجهة نظر موسكو لا تمثل تهديدات ترامب خطرًا جديًا، ورغم الرد الإعلامي الرسمي من الجانب الروسي، فإن القيادة هناك لا ترى أن التصريحات تستدعي استجابة تفاوضية عاجلة، بل تُنظر إليها على أنها جزء من خطاب انتخابي أمريكي داخلي.

وأضاف الدكتور خلف أن الدوائر الروسية تعتبر المهلة الزمنية البالغة 50 يومًا فرصة لتعزيز المكاسب الميدانية، خصوصًا في منطقة دونيتسك، التي تُعد أحد الأهداف الأساسية للعملية العسكرية الروسية، موضحًا أن بوتين يسعى لحسم المعركة فيها سياسيًا أو بالقوة، نظرًا لتصلب الموقف الأوكراني الرافض للمفاوضات.

وأكد أن السوق الروسي استجاب إيجابيًا لتصريحات ترامب، حيث سجلت البورصة الروسية ارتفاعًا بنسبة 2.5% بعد أقل من ساعة من صدور التهديدات، ما يعكس ثقة موسكو في أن التهديدات الأمريكية لا تعني بالضرورة عقوبات قابلة للتنفيذ الفوري.

وشدد الدكتور خلف على أن التحالفات الاقتصادية التي بنتها روسيا خلال السنوات الثلاث الماضية لن تتأثر بهذه التهديدات، لافتًا إلى أن الرهان الروسي لا يزال قائمًا على العلاقات المتينة مع الصين، والهند، وتركيا، وأن هذه الدول لن تتراجع استجابة لمناخ انتخابي أمريكي مضطرب، خاصة وأن ترامب نفسه سبق أن لوّح بعقوبات مماثلة ثم تراجع عنها لاحقًا.

وذكر أن روسيا تتعامل مع تهديدات ترامب باعتبارها "فرصة زمنية" لإعادة تشكيل الواقع الميداني، معتبرًا أن المهلة الأمريكية ليست ضغوطًا بقدر ما هي فسحة لإعادة تموضع ميداني وسياسي قبل دخول أي مرحلة تفاوض أو تصعيد محتمل.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC