رأى خبراء أن نجاح خطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببيع أنظمة دفاع جوي متطورة لحلفاء أوروبيين، لتزويد أوكرانيا بها، يتوقف على مدى التصنيع وسرعة إيصالها إلى كييف، ورغم مهلة الـ50 يومًا التي عرضها ترامب، فإنهم اعتبروها مدة طويلة وخطرة على أوكرانيا.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن قرار ترامب يمثل نقطة تحوّل بارزة في مسار الحرب الممتدة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وقد يشكّل منعطفًا حاسمًا في المواجهة مع روسيا.
وأفادت الصحيفة أن هذا التوجه الجديد يهدف إلى تسريع عملية تسليح أوكرانيا دون أن تتحمل واشنطن التكاليف المباشرة، إذ سيقوم الحلفاء الأوروبيون بشراء هذه الأنظمة من الولايات المتحدة، ثم نقلها إلى كييف.
ويعد هذا أول اتفاق من نوعه خلال ولاية ترامب الحالية، ويتجاوز سياسات الدعم التي أقرّها الرئيس السابق جو بايدن قبل مغادرته منصبه، بحسب الصحيفة.
وتشمل الصفقة، التي أُعلن عنها خلال مؤتمر في البيت الأبيض ذخائر وصواريخ هجومية، بالإضافة إلى الدفاعات الجوية.
وتأتي الصفة في وقت كثّف فيه الجيش الروسي هجماته بالصواريخ والمسيّرات على المدن الأوكرانية، في محاولة لاستنزاف الدفاعات الجوية لكييف تمهيدًا لهجوم واسع في أواخر الصيف أو الخريف، بحسب مسؤولين وخبراء عسكريين.
ورأت سيليست وولاندر، وهي مسؤولة سابقة في وزارة الدفاع الأمريكية خلال إدارة بايدن، أن التكتيك الروسي يهدف إلى استنزاف الدفاعات الجوية الأوكرانية بالكامل؛ ما يترك كييف مكشوفة لهجوم محتمل في أواخر الصيف أو الخريف.
وقالت: "الاستراتيجية الروسية تعتمد على دفع الأوكرانيين لاستهلاك كامل مخزونهم من الدفاعات الجوية؛ ما يفتح المجال أمام تصعيد عسكري لاحق. وإذا كان القرار الأمريكي سيحدث فرقًا في حسابات بوتين بشأن إمكانية الانتصار، فإن عمليات التسليم يجب أن تتم بوتيرة مكثفة خلال الصيف".
أما كريستين بيرزينا، من مؤسسة صندوق مارشال الألماني، فاعتبرت أن المهلة التي حدّدها ترامب لبوتين تشكّل رسالة سياسية قوية، لكنها قد لا تواكب خطورة الوضع الميداني.
وقالت: "نظريا، يمكن اعتبار أن ترامب قدّم مهلة حقيقية لبوتين مع تهديد بعواقب واضحة إذا لم يتحرك نحو وقف إطلاق النار. لكن عمليا، 50 يومًا فترة طويلة جدًّا في ظل تعرض أوكرانيا لهجمات يومية تشمل أكثر من 700 طائرة مسيّرة".
وأضافت بيرزينا: "إذا أرسلت الدول الأوروبية أنظمة الباتريوت من مخزونها الحالي إلى أوكرانيا، واعتمدت على التعويض لاحقًا من الإمدادات الأمريكية، فسيكون لذلك تأثير فعلي. أما إذا انتظرت ألمانيا وغيرها استلام الأنظمة الجديدة قبل إرسال ما لديها، فستكون المساعدة قد وصلت بعد فوات الأوان".
وترى الصحيفة أن الاستراتيجية الجديدة تمنح أوروبا دورًا مباشرًا في تسليح أوكرانيا، وتضع بوتين أمام اختبار فعلي لإرادته في مواصلة الحرب.
وبحسب خبراء، فإن فاعلية هذه المقاربة ستتوقف على مدى التزام العواصم الأوروبية بتنفيذ تعهداتها، وعدم انتظار استلام أنظمتها البديلة قبل إرسال دعمها إلى أوكرانيا.