رأى تقرير لصحيفة "الغارديان" أن على أوكرانيا أن تستعد لمستقبل لا يوجد فيه وقف إطلاق نار مع روسيا.
وأضافت الصحيفة أن "إدراك عدم جدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السلام خطوة أولى نحو "التحييد الاستراتيجي".
وفي ورقة بحثية نُشرت الشهر الماضي، قال وزير الدفاع الأوكراني السابق، أندري زاغورودنيوك، إن "الهدنة المقبولة قد لا تتحقق رسميًا أبدًا"، وإن على كييف صياغة "نظرية نصر منقحة"؛ تُقرّ بأن الكرملين يعتبر نفسه منخرطًا في حرب أبدية ضد جاره الأصغر.
ويصف الوزير السابق النهج الجديد بأنه "تحييد استراتيجي"، وهو جهد عسكري دائم وديناميكي لضمان عدم قدرة القوات الروسية على التقدم، وأن تُصبح موسكو "غير قادرة عمليًا على تعطيل جوانب رئيسة من الحياة الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الأوكرانية".
وتقول الصحيفة إنه "بينما يُمهّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وغيره من القادة الغربيين، الطريقَ للحاق بالواقع، من الواضح أن الرئيس الروسي لا يُبدي أي رغبة واضحة في وقف الحرب في أوكرانيا، لذا، فإن أي استراتيجية عسكرية ودبلوماسية مستقبلية واقعية لكييف يجب أن تتقبل هذه الحقيقة، وأن تُصوغ نهجًا جديدًا".
وبحسب الصحيفة، سيطر على الأشهر الستة الماضية افتراضٌ خاطئٌ بإمكانية تفاوض ترامب على وقف إطلاق نار، بل وحتى هدنة.
وفي حين سيتبع ذلك وصول قوة استقرار بقيادة بريطانية-فرنسية لتأمين مستقبل أوكرانيا، لكن بوتين لم يُبدِ أي رغبة في وقف الهجوم.
ويتصاعد القصف المُتعمّد للمدن الأوكرانية بالصواريخ والطائرات المُسيّرة، مُرهِقًا دفاعات كييف الجوية، ومُؤديًا إلى المزيد من الضحايا المدنيين.
وتابعت الصحيفة، أن "أوكرانيا لا تستطيع استعادة الأراضي التي احتلتها موسكو بالفعل، أو الهجوم مجددًا على روسيا، كما حدث في منطقة كورسك الصيف الماضي".
وبدلا من ذلك، يبدو أنها تتجه إلى تنفيذ دفاع نشط تستطيع من خلاله تحييد القوات البرية الروسية باستخدام هجمات الطائرات المسيرة للحد من قدرة القوات على الحركة.
وأردفت الصحيفة أن السؤال الأهم يبقى ماذا سيحدث بعد انتهاء آخر المساعدات العسكرية الأمريكية التي وافق عليها الرئيس السابق جو بايدن.
ففي حين سيواجه نهج كييف الدفاعي تحديًا يتمثل في تزايد حجم هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية، والذي يأتي بدوره في وقت يتزايد فيه القلق بشأن كمية أنظمة الدفاع الجوي الاعتراضية المتاحة، تكشف سلسلة من الإشارات الأمريكية غير المدروسة عن قلق البنتاغون بشأن عدد صواريخ باتريوت للدفاع الجوي المتوفرة لديه، والتي يُحتمل أن تكون أهم نظام دفاع جوي تستخدمه أوكرانيا.
وخلُصت الصحيفة إلى أن نهج أوكرانيا قد يكون ممكنًا في ضوء بطء وتيرة التقدم الروسي أصلًا؛ علاوة على أن يقوم الرئيس ترامب بتقديم السلاح الدفاعي المطلوب والكافي؛ وتمكين الدول الأوروبية من شراء المزيد من الأسلحة لكييف أيضًا، لتحييد المعتدي.