توصّلت إيران وإسرائيل، بوساطة الولايات المتحدة، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أنهى الضربات العسكرية المتبادلة بينهما، إذ دخل الاتفاق حيّز التنفيذ صباح الثلاثاء، منهيا حربا استغرقت مدة أسبوعين تسببت لكلا البلدين بخسائر غير مسبوقة.
منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على إيران في 13 يونيو/ حزيران قدر إجمالي خسائر تل أبيب بنحو 142 مليار شيكل، أي ما يعادل 41.5 مليار دولار، بحسب موقع "كالكاليست" الإسرائيلي، أما التكلفة اليومية للعمليات العسكرية وحدها، فتصل إلى مليار شيكل يوميا، أي نحو 290 مليون دولار.
وكانت الضربات على المنشآت الإسرائيلية أيضا مكلفة، حيث تكبد معهد "وايزمان" الشهير وحده خسائر تجاوزت 580 مليون دولار، في حين لم تقدر حتى الآن خسائر مصفاة بازان للنفط، التي استُهدفت بشكل مباشر.
من حيث الأضرار العمرانية، تم تدمير 25 مبنى إسرائيليا، في مقارنة صارخة مع حرب غزة الأخيرة، التي دُمر فيها مبنى واحد فقط، أما الكلفة البشرية الاجتماعية، فتجلّت في تهجير أكثر من 10 آلاف و600 شخص من مساكنهم.
في المقابل، كانت الخسائر الإيرانية في الظل، فرغم التكتم الإيراني الشديد، فإن الضربات الإسرائيلية كانت مركّزة على أهداف "استراتيجية"، منشآت نووية، مصانع صواريخ، قواعد استخبارات، ومراكز أبحاث عسكرية.
ولم تعلن إيران عن الخسائر رسميا، لكن تقارير غربية رجحت أن طهران تكبدت مليارات الدولارات، خاصة في قطاع الصناعة الدفاعية والنووية.
وأشارت التقاير إلى أن الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة الإيرانية باهظة التشغيل، ومع كل ضربة إسرائيلية، يُعاد تصنيع وترميم البنية التحتية العسكرية، بكلفة تُقدَّر بمئات الملايين.
ولكن في إطار خسائر إيران البشرية، بلغ عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية 606 أشخاص، وفقا لما أعلنه وزير الصحة الإيراني محمد رضا ظفرقندي، الثلاثاء.
وقال ظفرقندي إن الغالبية العظمى من هؤلاء، بنسبة 95%، لقوا حتفهم تحت الأنقاض نتيجة انهيار المباني بفعل القصف.
وعن عدد الجرحى ذكر ظفرقندي، خلال اجتماع للجنة إدارة الأزمة في وزارة الصحة الإيرانية، أن عددهم بلغ 5332 شخصاً، حتى صباح اليوم الثلاثاء.
حول أبرز المواقف وتصريحات المتحاربين مع انتهاء الهجمات، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان نشره مكتبه الثلاثاء، إن تل أبيب وافقت على اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار مع إيران بعد أن حققت هدفها بإزالة "التهديد الوجودي المزدوج" المتمثل في البرنامج النووي والصواريخ البالستية الإيرانية.
وتوعدت إسرائيل بالرد بقوة على أي انتهاكات لوقف إطلاق النار، بحسب ما أورد مكتب نتنياهو.
وأكد نتنياهو، أن إسرائيل حققت هدفها في إزالة التهديد النووي والصاروخي الإيراني، متوجها إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالشكر على "دعمه ومشاركته في تحقيق الهدف"، وفق بيان المكتب.
في غضون ذلك، قال ترامب، الثلاثاء، إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران "دخل حيز التنفيذ الآن"، ودعا الجانبين إلى عدم انتهاكه.
وذكر ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال أن "وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الآن، الرجاء عدم انتهاكه!".
وفي وقت سابق، أعلن ترامب، الاثنين، التوصل إلى اتفاق كامل بين إسرائيل وإيران يقضي بوقف شامل وكامل لإطلاق النار المستمر منذ 12 يومًا.
من جهته، أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الثلاثاء، "نهاية حرب الاثني عشر يوما المفروضة على البلاد" من جانب إسرائيل، في رسالة مكتوبة وُجّهها إلى الإيرانيين.
وأوضح بزشكيان، في رسالته التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، أنه "بعد المقاومة البطولية لأمّتنا العظيمة التي تكتب التاريخ بعزيمتها، نشهد إرساء هدنة ونهاية هذه الحرب التي استمرّت 12 يوما، وفرضتها المغامرة والاستفزاز الإسرائيليان".
وبدأت إسرائيل هجومها على إيران في 13 يونيو/ حزيران، وضربت مئات المواقع العسكرية والمواقع المرتبطة بالبرنامج النووي. وقتلت قياديين عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين. كما استهدفت الضربات الإسرائيلية وسائل إعلام رسمية ومنشآت أمنية.