logo
العالم العربي

بعد انتهاء الحرب.. اتهامات للحوثيين بتجميل صورة إيران

بعد انتهاء الحرب.. اتهامات للحوثيين بتجميل صورة إيران
مسلحون حوثيون في صنعاءالمصدر: رويترز
24 يونيو 2025، 7:49 م

شكّلت طريقة تعليق مليشيا الحوثي اليمنية على انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية، مادة للسخرية على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بين اليمنيين الذين اعتبروها "غير واقعية" ومحاولة لـ"تلميع صورة النظام الإيراني".

ورغم سعي بعض الأصوات الموالية للحوثيين إلى الترويج لانتصار إيران، إلا أن الانتقادات لم تغب عن المشهد، حتى من داخل صفوفهم. 

فقد رأى عدد من المتابعين أن إيران خذلت غزة وأبناء فلسطين، بعدما تجاهلتهم بالكامل في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل. 

وأكدوا أن طهران فضّلت مصالحها على حساب معاناة الفلسطينيين، خلافاً لما تدّعيه الأذرع الإعلامية الإيرانية وحلفاؤها.

وفي منشور له عبر منصة "إكس"، قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية التابعة للحوثيين نصر الدين عامر: "لم توقف ضربات الجمهورية الإسلامية الإيرانية العدوان على غزة"، معترفاً بأن قضية غزة لم تكن على أجندة طهران، وأن الحرب بين إيران وإسرائيل انطلقت كرد فعل على عدوان استهدف المصالح الإيرانية فقط.

وفي محاولة لتخفيف وقع هذا الاعتراف على أنصارهم، أضاف عامر أن نتائج المعركة تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، معتبراً أن هذه التطورات قد تسهم في دفع إسرائيل نحو وقف العدوان على غزة، مختتماً حديثه بالقول: "غزة ليست وحدها ولن تكون وحدها".

من جانبه، حاول الناطق السياسي باسم ميليشيا  الحوثي محمد عبدالسلام تصوير إيران على أنها الطرف المنتصر، زاعماً أن طهران قبلت وقف الحرب بعد فرض شروطها، رغم الخسائر التي تكبدتها خلال 12 يوماً من القتال، والتي شملت تدمير منشآت نووية بارزة واغتيال عدد من كبار علمائها وقادتها العسكريين.

وكتب عبدالسلام عبر "إكس": "احتفاظ إيران بحقوقها النووية ومواقفها المبدئية يؤكد فشل العدو في تحقيق أهدافه، وأن جرائم القتل بحق الكوادر العلمية والعسكرية لن تمنع إيران من التمسك بحقوقها المشروعة".

لكن عبدالسلام لجأ إلى تعبيرات إنشائية بعيدة عن الواقع، مضيفاً: "التصدي الإيراني للعدوان الإسرائيلي منح الأمة أملاً بإمكانية المقاومة، وعدم الخضوع لشروط العدو، وأثبت أن إسرائيل لا تستطيع خوض أي حرب دون دعم أمريكي مباشر".

أما عن تغييب غزة من شروط وقف إطلاق النار الإيراني، فقد قال الباحث السياسي فؤاد مسعد: "غزة كانت ولا تزال أطهر وأشرف من أن تُطرح على طاولة المساومة، وأسواق النخاسة"، مشيراً إلى الفرق الكبير بين مدينة صمدت 628 يوماً، وإمبراطورية انهارت خلال 12 يوماً فقط.

في ذات السياق، توالت التعليقات الساخرة والناقدة على منشورات قيادات الحوثيين. وكتب الناشط محمود الضبيبي رداً على عبدالسلام: "هذا الخطاب يخلط بين الواقع والدعاية، ويقدم إيران كضحية مقاومة وهي في الحقيقة قوة توسعية تستخدم عناوين كبرى مثل (القدس) و(الاستقلال) لتغطية أدوارها التخريبية داخلياً وخارجياً".

وأضاف الضبيبي: "لا حرب خاضتها إيران ولا نصر حققته، بل مسرحية صاروخية مدبرة بعناية لحفظ ماء الوجه الإيراني". وتابع: "ما يتم الترويج له ليس سوى لوحة دعائية تهدف إلى تجميل نظام مأزوم يعاني داخلياً من أزمات اقتصادية واجتماعية، ويبحث عن نصر إعلامي خارجي لستر تصدعاته".

وختم الضبيبي: "القضية الفلسطينية ترفع عند الحاجة وتستخدم كورقة ضغط، لا كقضية مبدأ، وهذا ما أصبح واضحاً للشارع اليمني".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC