إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة

logo
العالم

"حربه بلا انتصار حاسم".. ما خيارات بوتين للحفاظ على توازن الداخل الروسي؟

"حربه بلا انتصار حاسم".. ما خيارات بوتين للحفاظ على توازن الداخل الروسي؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتينالمصدر: رويترز
16 يوليو 2025، 6:31 م

ناقشت مجلة "فورن أفيرز" حدود سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  المتوازنة، وفق وصفها، وتساءلت المجلة عما سيضحي به الكرملين سعيًا لتحقيق النصر في أوكرانيا.

وقالت إن بوتين، لكبح التهديدات السياسية المحتملة، سيُضاعف جهوده في الحرب، مُودعًا سياسة التوازن الداخلي التي يتبعها. 

وأشارت المجلة إلى أن بوتين حقق هدوءًا غريبًا في الداخل؛ فبعد توليه الرئاسة عام 2000 بفترة وجيزة، سعى إلى تهدئة الطبقة المتوسطة المتنامية من خلال رفع مستويات المعيشة وتوفير وسائل راحة مادية أفضل. 

أخبار ذات علاقة

بوتين وترامب

ترامب وبوتين.. مواجهة مباشرة ترسم ملامح "النظام العالمي الجديد"

 وتدريجيًا، بنى أيديولوجية حاكمة من بقايا ماضي روسيا، أيديولوجية كانت قومية بما يكفي لإلهام الفخر، لكنها لم تكن قومية لدرجة أن تُثير الانقسام، وفق تعبير المجلة.

وبعد ربع قرن في السلطة، أوصل بوتين روسيا إلى نقطة توازن؛ فالحياة الروسية الآن قابلة للتنبؤ بشكل مريح، حتى وإن تطلبت التكيف أحيانًا. 

وتابعت المجلة: "بينما تغمر الفوضى الشرق الأوسط، والسياسة الأمريكية عاصفة، وأوروبا تشهد أسوأ حرب لها منذ عام 1945، منح بوتين الروس الهدية التي كانوا يتوقون إليها بشدة؛  وهي الاستقرار، فالبلاد لا تعاني اضطرابات سياسية ظاهرة، لكن التوسع الخارجي المفرط  أوقع بوتين في مأزق؛ فالسياسة الخارجية الروسية تتسم بالفشل بشكل متزايد، والحرب في أوكرانيا وصلت إلى طريق مسدود". 

وعلى عكس آمال بوتين، لم يُجبر انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2024 الغرب على التخلي عن كييف، كما أسهم دعم ترامب لإسرائيل في خسارة نفوذه في الشرق الوسط الممثلين في إيران وسوريا.

أخبار ذات علاقة

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف

روسيا: نراقب دعم الغرب لأوكرانيا.. ولا اتصال مرتقباً مع ترامب

 وأردفت المجلة أن بوتين يستطيع تحمل خسارة نفوذه في الشرق الأوسط، الذي لا يُمثل بالنسبة له مسرحًا وجوديًا، لكنه لن يغير مساره في أوكرانيا، حيث لا يدرك أي معضلة؛ وإذا ما دُفع، فمن المرجح أن يُضحي بتوازن روسيا لصالح تعبئة جماهيرية وإجراءات قسرية قاسية. 

وفي حين سيبذل قصارى جهده لتجنب الهزيمة، سيخاطر بوتين، في أوكرانيا، بكل شيء؛ فبالنسبة له، التوازن، الرضا الذي غرسه في الشعب الروسي، في خطر أن يصبح ترفًا زائلًا؛ والحرب هي الضرورة القصوى.

وذهبت المجلة إلى أن التوازن الذي عززه بوتين أكثر هشاشةً مما يبدو؛ فحربٌ قصيرةٌ منتصرةٌ في أوكرانيا كانت ستُحافظ على الوضع الراهن في الداخل؛ والحروب الناجحة تُعزز الموقف السياسي الداخلي للمنتصرين.

ولسوء حظ الكرملين، لم تكن الحرب في أوكرانيا انتصارًا يُذكر؛ فبحلول فبراير 2026، ستكون الحرب قد طالت مدة الحرب ضد ألمانيا النازية بالنسبة للاتحاد السوفيتي. 

أخبار ذات علاقة

 وزير الدفاع الألماني بيستوريوس مع نظيره الأمريكي هيغسيث

تسليح أوكرانيا وتعزيز الناتو.. ألمانيا تحشد الدعم الأمريكي لمواجهة روسيا

 وبينما عززت الحرب العالمية الثانية مكانة الاتحاد السوفيتي كقوة عظمى، فإن وضع روسيا يتدهور الآن في أوروبا والعالم أجمع؛ ومن خلال ضخ موارد هائلة في الحرب، قيّدت موسكو مواقعها العسكرية في أماكن أخرى، وفقا للتقرير. 

فعلى سبيل المثال، في عام 2023، لم تحرك روسيا ساكنًا عندما خسرت شريكتها أرمينيا إقليم ناغورنو كاراباخ لصالح أذربيجان؛ وفي أواخر العام الماضي، فشلت في منع سقوط الرئيس السوري بشار الأسد. 

وفي المجمل، أهدرت روسيا موارد هائلة في حربٍ لا تكسبها؛ ورغم أن أوكرانيا نفسها بعيدة كل البعد عن النصر، فإن أكبر مدنها وجزءا كبيرا من أراضيها لا يزالان خارج سيطرة الكرملين؛ علاوة على أن الأراضي التي تمكنت روسيا من احتلالها لا تُشكل جسرًا حيويًا إلى أوروبا، وبدلًا من أن تكون مستعمراتٍ مزدهرة، فهي أماكنٌ مزقتها الحروب والفقر.

ورأت المجلة أن الجيش الروسي، وفقًا لمنطقه، لم يُنجز ما يكفي؛ فروسيا لا تسيطر على أوكرانيا، وأية تسوية تُبقي أوكرانيا خارج السيطرة الروسية، أي أوكرانيا حرة في الاندماج مع أوروبا، ستكون بمثابة هزيمة. 

أخبار ذات علاقة

ترامب وزيلينسكي

شكوك وتفاصيل مفقودة.. وعود ترامب لأوكرانيا "قيد الدراسة"

 وفي الوقت الراهن، لم تُسفر الحرب التي شنّها بوتين لوقف انعطاف أوكرانيا غربًا سوى عن دفعها نحو الغرب. وهذه نتيجة لن يقبلها بوتين أبدًا.

وداخل روسيا، أمام بوتين خيارات عديدة؛ فهو يسيطر على البنية التحتية اللازمة للتعبئة الجماهيرية، بما في ذلك أجهزة الأمن ووسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة؛ وكما يمكنه شن حملة تجنيد أيديولوجية قاسية، مع فرض عقوبات قاسية على الرافضين للتجنيد. 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC