بينما يقول مسؤولون في البنتاغون إن تفاصيل خطة دونالد ترامب، لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، لا تزال قيد الإعداد، يشكك خبراء في تهديد الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية ضخمة على الشركاء التجاريين الروس.
وتعكس خطة الرئيس ترامب الجديدة لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وتهديده المتزامن بفرض عقوبات قاسية على شركاء روسيا التجاريين، تحولاً جذرياً في موقفه من الحرب، إلا أن مقترحاته تُبقي تفاصيل رئيسة غامضة، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
وكان ترامب قال في لقائه الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، بالبيت الأبيض بأنه سيتم "بسرعة" نقل أنظمة الدفاع الجوي باتريوت وأسلحة أخرى إلى أوكرانيا، إلا أن مسؤولين في البنتاغون قالوا لاحقاً إن العديد من التفاصيل "لا تزال قيد الدراسة".
وترى "نيويورك تايمز" أن "ترامب يشتهر بتحديد مواعيد نهائية لا ينفذها"، متسائلة ما إذا كان سيتخذ إجراء إذا انتهت مهلة الخمسين يوماً التي حددها لبوتين.
كما يشكك الخبراء في مصداقية تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على شركاء روسيا التجاريين إذا لم يوافق بوتين على وقف إطلاق النار في غضون 50 يوماً.
وفي حين أعلن ترامب استعداده لفرض رسوم جمركية 100% على كل من روسيا وشركائها التجاريين بعد 50 يوماً دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فإن الرسوم الجمركية المباشرة على الواردات الأمريكية من روسيا لن يكون لها أي تأثير يُذكر على الاقتصاد الروسي.
ووفقاً لمكتب الممثل التجاري الأمريكي، استوردت الولايات المتحدة سلعاً روسية بقيمة 3 مليارات دولار فقط في عام 2024. ويتألف معظم هذا المبلغ من صادرات روسية إلى أمريكا تُعتبر أساسية، بما في ذلك الأسمدة والحديد والصلب واليورانيوم للمفاعلات النووية الأمريكية.
كان هناك الكثير من الغموض أيضاً بشأن التهديدات الاقتصادية التي أطلقها ترامب، بما في ذلك مدى معقوليتها، بحسب "نيويور تايمز".
قد يكون لتهديد ترامب بفرض رسوم جمركية "ثانوية" على أي دولة تُتاجر مع روسيا تأثير أكبر كثيرا، لا سيما فيما يتعلق بقطاع الطاقة الروسي. وقد صمد الاقتصاد الروسي في وجه العقوبات القاسية، ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى استمرار صادراته من النفط والغاز إلى دول غير خاضعة لنظام العقوبات الذي يقوده الغرب.
تُعدّ الصين والهند على وجه الخصوص شريان حياة، إذ استفادتا من انخفاض أسعار الطاقة التي تستطيع روسيا فرضها منذ فقدانها مشتريها الغربيين بعد غزوها أوكرانيا في فبراير 2022. ويضخّ كلا البلدين ما يعادل عشرات المليارات من الدولارات سنويا في خزائن الكرملين.
وحجم التجارة المتبادلة بين الصين وروسيا - والذي يقارب 250 مليار دولار سنوياً، بما في ذلك واردات نفطية ضخمة يعني أن تنفيذ تهديده سيدفع السيد ترامب إلى مواجهة مع بكين. ورجح محللون أن يخاطر ترامب بتجدد المواجهة مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم بشأن أوكرانيا، وهي دولة لطالما أكد أن مصيرها ليس حيوياً للولايات المتحدة.