logo
العالم

انسحاب على الورق.. واشنطن تشكك في مغادرة "إم 23" لأوفيرا

متمردو حركة "إم 23"، مدينة بوكافو، ثاني أكبر مدن شرق البلاد.المصدر: أفريكا نيوز

كشف مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير راضية عن طبيعة انسحاب حركة "إم 23" المدعومة من  رواندا من بلدة استراتيجية في شرق الكونغو؛ إذ أفاد السكان باستمرار الاشتباكات مؤخرًا في مكان قريب من أوفيرا.

أخبار ذات علاقة

أفراد من القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية

رغم إعلان انسحاب "إم 23".. تجدد الاشتباكات قرب أوفيرا في الكونغو

وبحسب "أفريكا نيوز"، فإن حركة "إم23" رغم إعلان انسحابها من مدينة أوفيرا الاستراتيجية بشرق الكونغو، فإن واشنطن لا ترى في هذه الخطوة أدلة كافية تؤكد استعادة الحكومة للسيطرة الفعلية على البلاد. 

وأشارت التقديرات الأمريكية إلى أن تعهد الحركة بالانسحاب لإفساح المجال أمام محادثات السلام، لا يتجاوز كونه تحركًا محدودًا لا يرقى إلى مغادرة كاملة للمدينة.

أخبار ذات علاقة

عناصر من حركة إم 23

من التمرد المؤقت إلى الحكم الفعلي.. كيف أحكمت "إم 23" قبضتها على شرق الكونغو ؟

وصرح المسؤول الأمريكي لوكالة "رويترز" أن الحركة لا تزال متمركزة حول أوفيرا؛ ما يعني أن نفوذها العسكري لم يتلاشَ فعليًا، الأمر الذي يعكس فجوة واضحة بين الإعلان السياسي والواقع الأمني، في منطقة لطالما شكّل فيها الانسحاب الجزئي مقدمة لإعادة التموضع لا لإنهاء السيطرة.

ويرى المحللون أن المخاوف الأمريكية تجد صداها في روايات السكان المحليين، الذين أفادوا ببقاء مقاتلين من "إم23" داخل المدينة، لكن بملابس الشرطة بدل الزي العسكري، في مؤشر على تغيير الشكل لا المضمون، كما سُمع إطلاق نار متقطع من التلال المطلة على أحياء أوفيرا؛ ما يعزز الانطباع بأن المدينة لم تخرج بعد من دائرة التهديد.

وفي المقابل، تبادل الجيش الكونغولي والحركة الاتهامات بشأن المسؤولية عن تجدد العنف، بينما جدّدت رواندا نفيها دعم "إم23"، محمّلة القوات الكونغولية والبوروندية مسؤولية التصعيد، إلَّا أن تقريرًا سابقًا لفريق خبراء تابع للأمم المتحدة كان قد أشار إلى ممارسة رواندا دورًا في قيادة الحركة والسيطرة عليها؛ ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني.

ورغم أن "إم23" ليست طرفًا مباشرًا في المفاوضات التي تتوسط فيها واشنطن، فإن استمرار وجودها حول أوفيرا يضع هذه الجهود أمام اختبار صعب؛ فالانسحاب غير المكتمل لا يقوض فرص التهدئة فحسب، بل يكشف هشاشة مسار السلام في شرق الكونغو، حيث تبقى السيطرة على الأرض العامل الحاسم، لا البيانات المعلنة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC