logo
العالم

أسر مئات البورونديين.. متمردو "إم 23" يعيدون رسم خريطة التنافسات الإقليمية

أعضاء من حركة إم 23المصدر: رويترز

أحيت الحرب في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية واكتساح المتمردين لمناطق شاسعة من البلاد التنافسات الإقليمية الخامدة بين رواندا وبوروندي، بجانب التوترات القديمة بين رواندا وأوغندا من جهة أخرى.

ونتيجة للأزمة المتفاقمة، أفادت مصادر رواندية، اليوم الاثنين، بأن حركة "إم 23" أسرت المئات من الجنود البورونديين خلال أحدث هجوم لها في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، في حين استمرت الاشتباكات على الرغم من تحذير إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأكد حاكم مقاطعة كيفو الجنوبية المعين من قبل حركة "إم 23"، باتريك بوسو بوا نغوي، في مؤتمر صحفي، "أسر عدة مئات من الجنود البورونديين خلال القتال، ونعتزم إعادتهم إلى ديارهم".

لكن اشترط بوسو بوا نغوي على بوروندي إرسال طلب رسمي لعودتهم، وأن حركة "إم 23" تريد من جميع القوات البوروندية "مغادرة أراضينا والعودة إلى الوطن بسلام" وفق تعبيره.

أخبار ذات علاقة

عناصر من حركة 23 مارس

أحدث هجوم بالكونغو.. "إم23" تعلن أسر مئات الجنود البورونديين

ويأتي ذلك في أعقاب معارك خاضتها حركة "إم 23" انتهت بالاستيلاء على بلدة أوفيرا الاستراتيجية بالقرب من الحدود مع بوروندي.

وتشكّل مدينة أوفيرا المركز الإداري المؤقت لجنوبي كيفو بعد سقوط عاصمة المقاطعة، بوكافو، في يد حركة "إم 23" في شهر شباط/فبراير الماضي.

وباعتبارها مركزًا تجاريًا رئيسًا بالقرب من الحدود البوروندية، تتمتع المدينة بأهمية استراتيجية كبيرة في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية.

ولم تعد مخاطر تصعيد النزاع مقتصرة على الكونغو الديمقراطية فقط، وإنما توسع نطاقه الإقليمي، فقد سقطت يوم أمس الأحد، مقذوفات على مقاطعة سيبتوكي البوروندية، فيما لا يزال مصدرها الدقيق محل جدل فهل أُطلقت من بوغاراما، من الجانب الرواندي، أم من الأراضي الكونغولية.

تنافسات إقليمية قديمة

وتشير أوساط سياسية أفريقية مراقبة لـ"إرم نيوز" إلى تأثر بوروندي مباشرة، إذ نشرت جنودًا إلى جانب القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية في المرتفعات، وتحديدًا على الحدود مع رواندا، وهي حدود مغلقة منذ أوائل عام 2022 بسبب انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين كيغالي وبوجومبورا.

وعلى كلا الجانبين، تتصادم الميليشيات المدعومة من الدولتين، ما يُنذر بتصعيد الأزمة إقليميًا، فلم يعد الأمر مجرد انتفاضة محلية بسيطة، بل انفجارا لتنافسات إقليمية قديمة.

ولمعرفة خلفيات عودة ظهور حركة "إم 23" بهذه القوة، يرجع مراقبون ذلك لأسباب داخلية للصراع متشابكة الآن مع التنافس المستمر بين رواندا وبوروندي، إذ لا تزال كيغالي تؤوي عناصر متورطة في محاولة الانقلاب عام 2015 في بوروندي، ولكن أيضًا التوترات القديمة بين رواندا وأوغندا في حوالي عام 2021، وكل ذلك يغذي ويضخّم الصراع الحالي.

ووافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مساء يوم الجمعة الماضي على مناقشة تصاعد العنف، الذي يضع متمردي حركة "إم 23" في مواجهة القوات البوروندية التي تدعم القوات الكونغولية.

مسيرات انتحارية

وقال الممثل الأمريكي لدى الأمم المتحدة مايك واتز إن رواندا أبقت على قوة قوامها "من 5000 إلى 7000 جندي" في جمهورية الكونغو الديمقراطية في أوائل شهر كانون الأول/ديسمبر، ما ساعد حركة "إم 23" على التقدم.

وفي الأشهر الأخيرة، نشرت رواندا العديد من صواريخ أرض-جو وغيرها من الأسلحة الثقيلة والمتطورة في شمالي وجنوبي كيفو لمساعدة حركة "إم 23" في صراعها مع جمهورية الكونغو الديمقراطية.

أخبار ذات علاقة

جيش الكونغو الديمقراطية

ثروات هائلة وممرات إستراتيجية.. لماذا تتسابق القوى الكبرى إلى الكونغو؟

وقال واتز: "لدينا تقارير موثوقة عن زيادة استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية والمدفعية من قبل حركة إم 23 ورواندا، بما في ذلك الضربات في بوروندي. وبدلاً من أن تسير رواندا نحو السلام، فإنها تقود المنطقة نحو عدم الاستقرار والحرب".

ورد ممثل رواندا لدى الأمم المتحدة، مارتن نغوجا، بأن جمهورية الكونغو الديمقراطية انتهكت وقف إطلاق النار من خلال دعم القوات البوروندية بالأسلحة الجوية.

بدورها أوضحت السلطات الكونغولية أن أحد أسباب استمرار العنف هو فشل مجلس الأمن في إنفاذ القرار 2773، الذي صدر قبل 9 أشهر، الذي طالب "بانسحاب القوات الرواندية من جمهورية الكونغو الديمقراطية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC