قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة
رأى خبراء سياسيون أن صمت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استخدام مصطلح "إبادة جماعية" في الذكرى السنوية لمذبحة الأرمن، يعكس استمرار السياسة الأمريكية في تجنب إثارة التوترات مع تركيا، الحليف الرئيس في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
جاء ذلك في بيان بذكرى مجازر الأرمن التي ارتكبتها السلطنة العثمانية مطلع القرن العشرين عام 1915، امتنع فيه ترامب من استخدام مصطلح "إبادة جماعية"، مخالفًا بذلك نهج سلفه جو بايدن، الذي اعترف رسميا بالإبادة عام 2021.
ويقول الخبراء إن هذا الموقف في سياق مقاربة ترامب الحذرة في علاقته مع تركيا، وهو ما يرى فيه مراقبون محاولة للحفاظ على التوازنات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتفادي استفزاز أنقرة.
وأشاروا إلى أن هذا الموقف يتماشى مع سياسات الإدارات الأمريكية السابقة، بما في ذلك إدارات باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون، التي امتنعت عن استخدام المصطلح رسميًا، رغم تعهداتها السابقة بذلك، لتجنب إغضاب تركيا، الحليف الاستراتيجي في المنطقة.
وقال الدكتور جان بيير لوران، الباحث في مركز الدراسات الدولية بباريس، لـ"إرم نيوز"، إن "امتناع ترامب من استخدام مصطلح 'إبادة جماعية' ليس مفاجئًا، بل هو استمرار للنهج الأمريكي الذي يوازن بين الاعتراف التاريخي والمصالح الجيوسياسية".
وأضاف أن "تركيا تُعد شريكًا لا غنى عنه في قضايا الشرق الأوسط، وخاصة في مكافحة الإرهاب وإدارة أزمة اللاجئين"، موضحًا أن تركيا، منذ عقود، تُعد حجر زاوية في الاستراتيجية الأمنية الأمريكية في المنطقة، سواء عبر احتضان قواعد الناتو أو عبر قدرتها على ضبط تدفق اللاجئين والتحكم بجزء من الملف السوري.
وتابع: "لذا، فإن أي تصعيد لغوي ضدها بشأن ملف تاريخي حساس مثل الإبادة الأرمنية قد يُقوّض شراكة ضرورية في ملفات أكثر إلحاحًا من وجهة نظر واشنطن".
بدورها، قالت الدكتورة كلير دوبوا، أستاذة العلاقات الدولية في جامعة السوربون، لـ"إرم نيوز"، إن "هذا الموقف يُظهر كيف أن الاعتبارات السياسية قد تطغى على الاعتراف بالحقائق التاريخية. تجنّب استخدام مصطلح 'إبادة جماعية' يُعد محاولة للحفاظ على العلاقات الثنائية مع تركيا، لكنه في الوقت نفسه يُثير تساؤلات حول التزام الولايات المتحدة بحقوق الإنسان والعدالة التاريخية".
يُذكر أن الكونغرس الأمريكي قد اعترف رسميًا بمذبحة الأرمن كإبادة جماعية في عام 2019، لكن الإدارة الأمريكية آنذاك، بقيادة ترامب، لم تتبنَّ هذا الاعتراف رسميًا، مما أدى إلى توترات مع تركيا التي ترفض هذا التصنيف.
وتعهّد الرئيس جو بايدن خلال حملته الانتخابية بالاعتراف الرسمي بالإبادة الجماعية للأرمن، وهو ما فعله في أبريل/نيسان 2021، ما مثّل تحولًا في السياسة الأمريكية تجاه هذه القضية.