تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
رغم ادعائها الانتصار على إسرائيل، تخرج إيران من حرب ألحقت الضرر ببرنامجها النووي، وتعرضت دفاعاتها الجوية للخطر، وواجهت قيادتها شكوكاً عميقة بشأن مستقبل عدائها المستمر منذ عقود ضد إسرائيل.
وسارع المسؤولون الإيرانيون ووسائل الإعلام الرسمية إلى إعلان النصر يوم الاثنين بعد أن أنهى وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، صراعاً دامياً استمر 12 يوماً، والذي بدأ باغتيالات إسرائيلية مستهدفة في طهران في الـ13 من يونيو/حزيران.
ووصفت الرواية الإيرانية الرسمية وقف إطلاق النار بأنه نتيجة "الهزيمة المفروضة" على إسرائيل في أعقاب الهجمات الانتقامية الإيرانية، والتي أفادت التقارير بأن آخرها أسفر عن مقتل أربعة مواطنين إسرائيليين على الأقل في مدينة بئر السبع الجنوبية.
لكن مع انحسار غبار الحرب، وبحسب تقرير لموقع "المونيتور" الأمريكي، تواجه إيران أسئلة مُلحة، فرغم الخطاب المتفائل للدولة، أمضى الإيرانيون الليلة الأخيرة من الحرب يتأملون في الشكوك التي تلوح في الأفق بشأن وضع بلادهم بعد وقف إطلاق النار.
ويُعدّ وضع البرنامج النووي الإيراني من أبرز المخاوف، إذ تُفيد التقارير بأن إسرائيل، بدعم من قاذفات بي-2 الأمريكية، ألحقت أضراراً جسيمة بالمواقع النووية الإيرانية الرئيسة، بما في ذلك منشأة فوردو شديدة التحصين، ومن المتوقع أن تُقلل هذه الضربات بشكل كبير نفوذ إيران في أي مفاوضات مستقبلية.
كما أن إمكانية تجدد الحرب واستهداف تلك المواقع واردة، مع تلويح ترامب بأن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي تخصيب إيراني لليورانيوم في المستقبل أو أي جهود لإعادة بناء منشآتها النووية.
مع هدوء نسبي شهدته إيران مع وقف إطلاق النار، أشاد كثيرون من مختلف الأطياف السياسية بـ "الصمود الوطني"، إلا أن هذه الوحدة لم تُخمد الجدل حول حجم الضرر الذي لحق بها.
وبعيداً عن البنية التحتية النووية، يبدو أن إسرائيل كشفت عن نقاط ضعف خطيرة في الدفاعات الصاروخية الإيرانية. خلال الصراع، حقق سلاح الجو الإسرائيلي سيطرة شبه كاملة على غرب وجنوب غرب إيران، ونفذ ضربات متكررة في طهران دون مقاومة تُذكر.
ويحذر النقاد من أن التفوق الجوي الإسرائيلي في مواجهة أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية المتهالكة سيسمح لها بشن ضربات استباقية متى شاءت في المستقبل، على غرار الاستراتيجية الحالية التي تنتهجها في جنوب لبنان، حيث تنفذ عمليات روتينية ضد مواقع حزب الله رغم وقف إطلاق النار الرسمي.
الأمر الأكثر إثارة للقلق لدى المسؤولين الإيرانيين، هو نطاق التسلل الاستخباراتي الإسرائيلي، فقد قتل عملاء الموساد العشرات من كبار القادة الإيرانيين وكبار العلماء النوويين في طهران وكرج وقم ومدن أخرى.
وقبل ساعات فقط من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وقعت آخر عملية اغتيال معروفة في مدينة آستانة أشرفية الشمالية، حيث يُعتقد أن خبيراً نووياً بارزاً كان يختبئ بعد نجاته من هجوم أولي في العاصمة.
في حين أن التعافي من انهيار سلسلة القيادة الإيرانية قد يستغرق شهوراً، إن لم يكن سنوات، فمن المتوقع أن تُطارد التهديدات الاستخباراتية المستمرة مسؤولين إيرانيين آخرين، إذ يواجهون احتمال مواجهة مصير مماثل.
ولم يُعلق المرشد الأعلى، علي خامنئي، بشكل مباشر على وقف إطلاق النار، لكن وفي مقطع فيديو مسجل سابقاً بُث يوم الأربعاء الماضي، تعهد بأن إيران لن تخضع "لحرب مفروضة أو سلام مفروض".
ووسط التهديدات الإسرائيلية الصريحة الأخيرة بقتله، لا تزال هناك تساؤلات حول أماكن ظهور خامنئي العلني المنتظم أمام حشود مؤيديه.
بالنسبة للعديد من المتشددين الإيرانيين، كان الصراع الأخير فرصة لإحياء المبدأ الأساس في أيديولوجية "الجمهورية الإسلامية" المتمثل في إبادة إسرائيل، وحشد الدعم لهذا الهدف.
وعلى حين غرة من إعلان ترامب، أعرب المعسكر المحافظ المتشدد عن غضبه من وقف إطلاق النار واستيائه مما اعتبروه نهاية مفاجئة لحرب كان من الممكن كسبها. وجادلت بعض الأصوات بأن القتال كان ينبغي أن يستمر حتى تدمير إسرائيل.
وكتب النائب المتشدد أمير حسين سابتي على موقع "إكس" أن "وقف إطلاق النار هذا لا يعني انتهاء الحرب"، زاعماً أن إسرائيل فشلت في تحقيق أيّ من أهدافها المعلنة، بينما تلقت ضربات "ساحقة" من طهران.