إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
كشف تقرير لصحيفة "المونيتور"، أن حالة من عدم اليقين تخيّم على مصير المبادرة الدبلوماسية الهشة بين الولايات المتحدة وإيران، مع تشديد واشنطن للعقوبات، وإصرار طهران على الحفاظ على برنامجها النووي.
وفي حين حذرت إيران الجمعة من أنها "لن تتسامح" مع الضغوط والتهديدات الأمريكية، بدا الجانبان متورطين في حلقة من التصعيد الخطابي بشأن البرنامج النووي لطهران والعقوبات الأمريكية التي تستهدف الاقتصاد الإيراني.
عقوبات ترامب
وبحسب التقرير، حذّر الرئيس دونالد ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال" من أن "جميع مشتريات النفط أو المنتجات البتروكيماوية الإيرانية يجب أن تتوقف فورا".
وفي حين هدّد الرئيس الأمريكي المخالفين المحتملين بعقوبات ثانوية فورية، مؤكدا لهم أنهم "لن يُسمح لهم بالتعامل تجاريا مع الولايات المتحدة الأمريكية بأي شكل من الأشكال"، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية في بيانٍ لها الحكومة الأمريكية لمواصلتها ما وصفته بـ"العقوبات غير القانونية".
وقالت الخارجية الإيرانية إن استمرار الضغط، بما في ذلك على شركاء إيران التجاريين، يُقوّض الثقة وينتهك المعايير الدولية، مضيفةً أن مثل هذه الأساليب "الفاشلة" لن تُغيّر موقف إيران. وتابعت بأن لغة التهديد الأمريكية تؤكد عدم ثقة طهران بنوايا واشنطن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأمريكية أعلنت هذا الأسبوع عن حزمتي عقوبات منفصلتين، تستهدفان مجموعة من الشركات في الشرق الأوسط والصين لمساعدتها طهران في تسهيل تجارة النفط.
وبدورها أدانت إيران هذه الإجراءات العقابية الجديدة، واصفةً إياها بـ"الإرهاب الاقتصادي".
تأجيل يثير الجدل
وعلى الرغم من أن فرض العقوبات جاء في الوقت الذي كان المفاوضون الإيرانيون يستعدون فيه لجولة رابعة من المحادثات مع نظرائهم الأمريكيين في روما في الثالث من مايو/ أيار، إلا أن الجانب الإيراني أعلن تأجيل الاجتماع الذي قررته الحكومة العمانية، الوسيط، لأسباب "فنية ولوجستية".
ولفتت الصحيفة إلى أن التأجيل أثار جدلا في الأوساط الإعلامية الإيرانية حول ما إذا كان القرار دليلا على مأزق دبلوماسي ناجم عن إحباط إيران من العقوبات الجديدة.
وأردفت بأن الانقسامات الواضحة داخل الإدارة الأمريكية حول كيفية التعامل مع القضية النووية الإيرانية أدت إلى إثارة التفاؤل بشكل متزايد بين المسؤولين ووسائل الإعلام الرسمية في طهران، حيث ينظر إليها على أنها شيء يمكن للجانب الإيراني استغلاله للتوصل إلى اتفاق يتماشى بشكل أكبر مع شروطه.
إقالة صقر إيران
كما غذّى قرار ترامب بإقالة مستشار الأمن القومي مايك والتز يوم الخميس هذا الافتراض تحديدا، حيث احتفى المعلقون المؤيدون للحكومة الإيرانية، الذين لطالما اعتبروا والتز عقبة أمام التوصل إلى حل دبلوماسي مع طهران، برحيل "صقر إيران".
وفي هذا السياق، كتب المحلل الإصلاحي الإيراني أحمد زيد آبادي، أن قرار ترامب قد يكون تحولا بعيدا عن النهجٌ العدواني في ماضيه.
وأوضح آبادي أنه في حين بدأ ترامب في ولايته الأولى بمسؤولين معتدلين سرعان ما استبدلهم بمتشددين، ها هو يعكس في ولايته الثانية المسار من خلال إبعاد الشخصيات المتشددة تدريجيا وإفساح المجال لعقول أكثر اعتدالا وعقلانية"؛ مُشيرا إلى أن إقالة والتز قد تُمثّل بداية هذا التحول.
تفاؤل سابق لأوانه
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حين صرّحت طهران، خلال الجولات الثلاث الأولى من المفاوضات، بأنها سعت جاهدةً لرفع العقوبات بالكامل مقابل الحد من أنشطة تخصيب اليورانيوم؛ وأوضح مفاوضوها أن التفكيك الكامل للمنشآت النووية الإيرانية يجب أن يظلّ خيارا غير مطروح.
لكن إذا كانت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مسؤولو الإدارة الأمريكية خارج غرفة المفاوضات مؤشرا على أي شيء، فإن تفاؤل وسائل الإعلام الإيرانية قد يكون سابقا لأوانه، وقد تضطر طهران إلى التنازل عن خطوطها الحمراء؛ وتحديدا بعد أن وجّه وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يشغل منصب والتز مؤقتا، رسالة جديدة إلى إيران يوم الخميس، مُصرًا على ضرورة تخلّيها عن تخصيب اليورانيوم، واستيراد الوقود النووي كغيرها من الدول النووية السلمية.