logo
العالم

شكوك حول قدرة الميليشيات على مواجهة المسلحين في "الساحل الأفريقي"

شكوك حول قدرة الميليشيات على مواجهة المسلحين في "الساحل الأفريقي"
رئيس المجلس العسكري في النيجر عبد الرحمن تيانيالمصدر: (أ ف ب)
13 أغسطس 2025، 5:44 م

طرح تشكيل السلطات الانتقالية في النيجر لميليشيا "درع الوطن" التي ستُسهم في العمليات القتالية ضد الجماعات المسلحة، تساؤلات حول ما إذا كانت الميليشيات يُمكن أن تكون ملاذ الجيوش الوطنية في دول الساحل الأفريقي في مواجهة المسلحين.

وكانت مالي وبوركينا فاسو سباقتينِ إلى تشكيل الميليشيات، وهي ميليشيات انخرطت في الصراع مع الجماعات المتمردة والمتشددة التي نجحت بالفعل في تعزيز نفوذها في الأشهر الماضية مستفيدة من عجز الجيوش النظامية عن صد هجماتها.

أخبار ذات علاقة

جنود من النيجر

النيجر تشكل ميليشيا "درع الوطن" لمواجهة الجماعات المسلحة

 ليست حلاً

وتأتي هذه التطورات في وقت يُقتل فيه المئات في هجمات تشنها الجماعات المسلحة في دول مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو، حيث باتت تنظيمات مثل  جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أكثر جرأة في هجمات دموية.

وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية عمرو ديالو، قائلاً إن: "هذه الميليشيات لن تشكل حلاً في اعتقادي خاصة أن عناصرها ليست مدربة تدريباً جيداً، لذلك تكبدت خسائر كبيرة لاسيما في بوركينا فاسو".

وأضاف ديالو في حديث لـ "إرم نيوز" أن: "هناك عنصراً آخر مهماً وهو أن عناصر هذه الميليشيات لا يمكن إخضاعها للمحاسبة والمساءلة على الانتهاكات التي تقوم بها، لاسيما مع تعدد هذه الميليشيات التي باتت ضخمة في بعض الدول مثل بوركينا فاسو حيث هناك ما لا يقل عن 70 ألف عنصر".

وشدد على أنّه "في منطقة الساحل الأفريقي، الجيوش الوطنية بحاجة أكثر إلى تحديث قدراتها الجوية والبرية من أجل مطاردة الجماعات المسلحة وضرب أوكارها، لأن معاقلها لا تزال في مأمن رغم الدعم الذي تقدمه قوى دولية مثل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية".

فرص ضئيلة 

وتأتي هذه التطورات في وقت شهدت فيه دول الساحل الأفريقي انقلابات عسكرية متتالية كان آخرها ذلك الذي عرفته النيجر في السادس والعشرين من يوليو/ تموز من العام 2023 وهي انقلابات قادت إلى قطيعة بين هذه الدول وفرنسا التي اضطرت لسحب قواتها مقابل دخول روسيا كحليف عسكري جديد.

أخبار ذات علاقة

مناجم التنقيب عن اليورانيوم الخام في النيجر

ثمار الدعم العسكري.. روسيا تستحوذ على "الكعك الأصفر" في النيجر

واعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، أن: "فرص نجاح الميليشيات في إحداث اختراق أمني وعسكري ميداني كبير تبقى ضئيلة خاصة أن عناصرها مدنيون لم يتلقوا تدريبات جيدة مثل الجيوش الوطنية".

وأضاف كايتا لـ "إرم نيوز" أن "الأنظمة الانتقالية في الساحل الإفريقي تتجاهل الانتقادات التي تواجهها في علاقة بسياساتها العسكرية على الرغم من إدراكها مسبقاً أنّ الميليشيات لا تمثل حلاً للأزمات الأمنية التي تعرفها المنطقة".

وختم المتحدّث ذاته بالقول إن: "الميليشيات لم تنجح في بوركينا فاسو، ولا أتوقع أن تنجح في النيجر أو مالي لاسيما في غياب التدريبات أو الأسلحة المتطورة التي يمكن أن تحدث فارقاً في ميدان القتال ضد الجماعات المسلحة". 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC