أكد نائب مستشار الأمن القومي السابق في البيت الأبيض والدبلوماسي، مارك فايفل، أن ما يتم تسويقه على أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للسلام في أوكرانيا وضعت من قبل الكرملين، مجرد ضجيج سياسي، مشيرًا إلى أن المسودة يعتمد نجاحها على الردع المدعوم بوحدة الحلفاء، وليس على الرضوخ لروسيا، مؤكداً أن واشنطن ذاهبة لضرب التمويل العالمي للجماعة وكشف صلتها بالإرهاب الدولي.
وأوضح فايفل، في حوار مع "إرم نيوز"، أن ترامب منفتح دائمًا على أي اتفاق مع إيران لكن بشروطه، ويعتقد أن طهران لا تستجيب إلا لأقصى قدر من الضغط، بالإضافة إلى خيارات محدودة للوصول إلى حل، مشيرا إلى أن أي اتفاق مستقبلي سيكون أضيق نطاقًا وأكثر صرامة.
وبيّن فايفل أن ترامب يرى في فنزويلا موردًا للطاقة، وهناك ضرورة بالحضور الأمريكي هناك كقوة استراتيجية مضادة للتواجد الصيني المتنامي في منطقة البحر الكاريبي، في إطار إعادة الارتباط.
وبحسب فايفل، فإن ترامب لا يريد خطة سلام قائمة على استنزاف الموارد في غزة، كما يجري في لبنان منذ أكثر من 47 عاما، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي يستخدم علاقاته الشخصية لإبقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في صفه لإنجاح خطته في القطاع.
وأشار فايفل إلى أن العمل الأمريكي القائم ضد الإخوان لتصنيفها "إرهابية" وحظرها ناتج عن مراجعة معلومات استخباراتية حول التمويل الأجنبي والتجنيد وعمليات التأثير لها، لافتا إلى واشنطن ذاهبة لضرب التمويل العالمي للجماعة وكشف صلتها بالإرهاب الدولي.
تكساس ثم فلوريدا تدرجان الإخوان منظمة إرهابية وذلك بعد أن أصدر الرئيس ترامب أمرًا رئاسيًا يخص العمل على حظر الجماعة.. لماذا شعرت المؤسسات الأمريكية حاليا بخطورة الإخوان الآن؟
ترى المؤسسات الأمريكية جماعة الإخوان المسلمين تهديدًا متناميًا نظرًا لتداخل شبكاتها مع عناصر متطرفة في الخارج، مما أدى إلى ثغرات أمنية في الداخل، وقد تحركت ولايتا تكساس وفلوريدا بعد مراجعة معلومات استخباراتية حول التمويل الأجنبي والتجنيد وعمليات التأثير، وألهمت أيديولوجية الجماعة فروعًا متطرفة، وتسعى الولايات المتحدة إلى امتلاك أدوات أقوى لقطع هذه القنوات قبل أن تتحول إلى تهديدات عملياتية.
وسط وصف الإخوان كتنظيم سرطاني.. هل تستطيع الولايات المتحدة الوصول إلى أوراقه المتطرفة؟
نعم، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتتبع التمويل، وأيضا عبر شراكات مكافحة الإرهاب، تستطيع الولايات المتحدة الوصول إلى أطراف جماعة الإخوان المتطرفة، وتعمل واشنطن بالفعل مع حلفائها على رسم خريطة تمويلها العالمي، وتحديد أعضائها المتطرفين، واختراق الجماعات التابعة لها. ورغم تعقيد هيكلية الإخوان وانتشارها، فإن لدى الوكالات الأمريكية القدرة على عزل العناصر العنيفة، وقطع مواردها، وكشف صلاتها بشبكات الإرهاب الدولية.

كيف ترون تأثير سياسة واشنطن المترددة على ثقة أوروبا بحلف شمال الأطلسي؟
إنه أمر مستغرب أن يلاحظ أو يشعر الحلفاء في أوروبا بذلك، على مدى أكثر من 75 عامًا رسخت واشنطن هذا الحلف وعلاقات التعاون والدفاع، ولكن بمجرد أن يطالب الرئيس ترامب الأوروبيين بأن يُنفق أعضاء الناتو 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول عام 2035 وهو هدف تتجه إليه العديد من الدول بالفعل، كل ما يجري في هذا الصدد، يدعو إلى الشك في لحظة من التقلبات العالمية، ولكن هناك قيادة أمريكية واضحة تتطلب استعادة الثقة، وعلى أوروبا بذل المزيد من الجهود لتعزيز الناتو ومواجهة خطر موسكو.
كيف ترى قرار ترامب بتعليق دائم للهجرة من دول العالم النامي؟
تعكس خطوة ترامب حدسه لإعادة ضبط نظام يراه منهكًا، حيث يرى فرصًا سانحةً لذلك وسط أحداث ثقيلة منها مقتل أحد أفراد الحرس الوطني قرب البيت الأبيض على يد مواطن أفغاني، وفضيحة احتيالٍ فسادٍ مروّعٍ في مجال الرعاية الاجتماعية في ولاية مينيسوتا الأمريكية، والتي يُزعم أنها حوّلت الأموال إلى حركة الشباب الصومالية الإرهابية.
ومن الواضح أن الهجرة غير المُنظّمة تُهدد الأمن والتماسك، ولن يكون التوقف فعّالًا إلا إذا أدى إلى نظامٍ أكثر ذكاءً، مع تدقيقٍ أقوى، وخياراتٍ قانونيةٍ فعّالة، وضغطٍ ملموسٍ على الدول التي تُشجّع الهجرة، وإلا، فسيكون ذلك رمزيةً لا استراتيجيةً.
هل يملك البيت الأبيض قانونيا تعليقا دائما للهجرة؟
يمكن للرئيس الأمريكي إيقاف الهجرة بموجب المادة 212(f) لأسباب تتعلق بالأمن القومي، لكن التعليق الدائم لن يصمد أمام المحاكم، يمكن لترامب إيقاف تدفق المهاجرين مؤقتًا، لكن الكونغرس يتحكم في الهجرة طويلة الأمد، توقعوا صدور أمرٍ شاملٍ يتبعه طعون قضائية فورية، يتمتع البيت الأبيض ببعض السلطة القانونية، لكن سلطته ليست بلا حدود.
خطة ترامب حول أوكرانيا.. كيف ترى ما يتردد عن أنها موضوعة في موسكو وأنها لصالح روسيا وسيكون لها أثر سلبي على أوروبا؟
هذا في الغالب مجرد ضجيج سياسي، تُركز خطة ترامب على النفوذ ووجود مسؤولية أوروبية أكبر لتوفير الموارد لأوكرانيا ووقف استيراد منتجات الطاقة الروسية، وتشديد الضغط على موسكو، وتقليل التسهيلات.
وأُعدّت هذه الوثيقة بشكل مشترك من قِبل مفاوضين من الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا، وليس من قِبل الكرملين وحده، كما قد يعتقد البعض، ويعتمد نجاحها على الردع المدعوم بوحدة الحلفاء، وليس على الرضوخ لروسيا.
هل ترى أن مبعوثي ترامب ومن يديرون الخطط من غزة إلى أوكرانيا على قدر هذه المهام؟
يختار ترامب مبعوثين سريعي التحرك، يتجنبون البيروقراطية، ويتفاوضون بجدية، ليسوا دبلوماسيين تقليديين، لكنهم منضبطون، غزة وأوكرانيا أزمتان حيويتان؛ يتطلب النجاح التنسيق، والتوافق الإقليمي، لاسيما ما بين العمل على نزع سلاح حماس وانسحاب إسرائيل من القطاع، وكل ذلك يحدث وسط إحاطات إعلامية مستمرة، لذلك إذا حافظوا على هدوئهم، فسيكونون قادرين على تحقيق النتائج في هذه الملفات الصعبة.
ترامب وإيران.. هل ترى أنه ستكون هناك صفقة قريبة يتم الإعداد لها كما هي طبيعة فكر ترامب؟
ترامب منفتح دائمًا على أي اتفاق – بشروطه، يعتقد أن إيران لا تستجيب إلا لأقصى قدر من الضغط، بالإضافة إلى خيارات محدودة للوصول إلى حل، وأي اتفاق مستقبلي سيكون أضيق نطاقًا وأكثر صرامة، وأكثر تركيزًا على المعاملات، طهران تريد تخفيفًا للعقوبات، وترامب يريد نتائج، وهذا يفتح بابًا، ولكنه ليس سهلًا.
كيف ترى ما يتردد عن هدف ترامب من فنزويلا وهو مواجهة النفوذ الصيني والصيني في الكاريبي ووضع إطار جديد للنفط هناك مما يجعل الولايات المتحدة تستفيد منه؟
هناك حقيقة في هذا.. يرى ترامب في فنزويلا موردًا للطاقة، وهناك ضرورة بالحضور الأمريكي كقوة استراتيجية مضادة للتواجد الصيني المتنامي في منطقة البحر الكاريبي وهناك ضرورة في إعادة الارتباط، إذا ما وُضعت هيكليًا بشكل صحيح، قد تُسهم في استقرار الأسواق وتُضعف موقف بكين، وبينما قد تمارس كاراكاس نفوذها، هناك أيضًا فرصةٌ لإعادة ترسيخ النفوذ الأمريكي.
كيف رأيت مدة وشكل الجدول الزمني الذي أعلن حول الخطة الأمريكية لنزع سلاح حماس في غزة ونشر قوات دولية؟
الجدول الزمني صارم لأن التأخير يُولّد الفوضى، تهدف خطة ترامب إلى نزع سلاح سريع، يتبعه تشكيل قوة دولية منسقة بدقة بدعم عربي وأوروبي، إنها خطة جريئة ومعقدة وتتطلب ضغطًا كبيرًا، لكن الخطوات التدريجية باءت بالفشل، والسرعة مع الهيكلية أمران أساسيان، حيث يرى ترامب أن مهمة اليونيفيل عمرها 47 عامًا في جنوب لبنان ومع ذلك، قدمت الولايات المتحدة مؤخرًا 230 مليون دولار إضافية للجيش اللبناني - وهو ما يبدو وكأنه استنزاف للقوة الدولية للاستقرار في لبنان، وهو ما يسعى ترامب إلى تجنبه في غزة.
إلى أي مدى يعمل ترامب على نجاح خطته في غزة حتى يحول دون أي عملية عسكرية يقوم بها نتنياهو وتعيد الحرب مجددا؟
في الحقيقة فإن ترامب لا يريد انفجارًا في الشرق الأوسط في عهده، خطته لن تُفلح إلا إذا التزمت إسرائيل بضبط النفس هي وشركاؤها، وهو يستخدم علاقاته الشخصية ورسائله الصريحة لإبقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في صفه، الاستقرار الآن يمنع صراعًا أوسع وأكثر تكلفةً لاحقًا.