logo
العالم

البيت الجمهوري "يهتز".. تكلفة باهظة لصور ترامب في "وثائق إبستين"

متظاهر بعد التصويت على قانون شفافية ملفات إبستينالمصدر: أ ف ب

أكد خبراء في الشؤون الأمريكية، أن الصور الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رجل الأعمال الراحل المدان بارتكاب جرائم جنسية جيفري إبستين، تتسبب في انقسام شبه عمودي داخل الحزب الجمهوري في الوقت الحالي، بالتزامن مع الاستعداد لانتخابات الكونغرس المرتقبة، مشيرين إلى أن ظهور تقارير جديدة أخرى حول هذه القضية، ستزداد معها دائرة الانقسامات داخل الحزب.

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه خلال الأشهر الأخيرة ومع خروج الدفعات الأولى من الوثائق والصور الخاصة بتلك الفضيحة، مع اقتراب انتخابات الكونغرس، ابتعد عدد كبير من مرشحي الحزب الجمهوري عن ترامب، في وقت ينظرون إليه على أنه "محطم" لطموحاتهم السياسية، ومؤثرا عليهم أمام الناخبين.

أخبار ذات علاقة

6 نساء بوجوه محجوبة.. كيف علق ترامب على ظهوره في أرشيف "إبستين"؟

6 نساء.. ماذا وراء تعليق ترامب على ظهوره في صور إبستين؟ (فيديو إرم)

وبينوا أن هناك شخصيات مقربة منه داخل الحزب الجمهوري انصرفوا عنه مع هذه القضية ومن بينهم النائبة مارجوري تايلور غرين، المدافعة الأولى عنه منذ 2016.

وأشاروا إلى أن هناك فصولاً أخرى في ملفات ووثائق وصور جديدة منتظرة لهذه القضية وعلاقة ترامب بها، وكلما يخرج فصل من هذه الوثائق مع اقتراب موعد الانتخابات، سيكون لذلك تأثير سلبي على توجه الناخب الأمريكي للجمهوريين ودعم كبير للديمقراطيين.

وكان نشر الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي مؤخراً، صوراً من مقتنيات تركة المجرم الجنسي جيفري إبستين، تظهر العديد من الشخصيات النافذة في دائرة تاجر الجنس الراحل، ومن بين الشخصيات ترامب، والرئيس الأسبق بيل كلينتون، وستيف بانون، وبيل غيتس، وريتشارد برانسون، وغيرهم. 

وتلقّى الديمقراطيون في مجلس النواب مجموعة أخرى من 95 ألف صورة من تركة تاجر الجنس المتهم جيفري إبستين، ونشروا 19 صورة منها تظهر الرئيسين دونالد ترامب وبيل كلينتون وشخصيات بارزة أخرى. 

وعلق دونالد ترامب على ذلك قائلا إنه لم ير الصور التي تم التقاطها في ضيعة جيفري إبستين، والتي نشرها الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب، وأضاف أن إبستين كان "موجودا في كل أنحاء بالم بيتش" ولديه "صور مع الجميع". وتابع "إنها ليست أمراً مهما. لا أعرف شيئا عنها".

ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نورث كارولينا الأمريكية، البروفيسور خضر زعرور، أن تلك الصور الجديدة تؤثر على ترامب سياسياً لا قانونياً، لاسيما أنه لا توجد هناك إثباتات واضحة ضده فيما يتعلق بهذه القضية، التي ستحمل تبعات عدة الفترة القادمة بالداخل الأمريكي.

وأضاف زعرور في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن على المستوى السياسي، تؤثر الصور والملفات المتعلقة بهذه القضية على الجمهوريين لاسيما أن انتخابات الكونغرس على الأبواب، ولذلك هناك عدد كبير من المرشحين الجمهوريين يبتعدون عن ترامب الذي يعمل على قيادة الحزب في هذا الاستحقاق المنتظر، ولكن منذ 5 أشهر، مع تبعات فضيحة إبستين، صار هناك ابتعاد واضح من مرشحين عن الرئيس الأمريكي؛ لأنه أصبح بالنسبة لهم "محطما" لطموحاتهم بلغة السياسة، ومؤثرا عليهم أمام الناخبين.

أخبار ذات علاقة

صورة جديدة من فضيحة إبستين

صور إبستين.. 70% من الأمريكيين يشككون بشفافية إدارة ترامب وسط تفاقم الأزمة

ولفت زعرور إلى أن التأثير السياسي على ترامب بالظهور في صور إبستين الجديدة، تحمل تبعات تتعلق بضعف نفوذه وحضوره داخل الحزب الجمهوري، وهو ما انعكس على شخصيات عدة مقربة منه، من بينهم النائبة مارجوري تايلور جرين، المدافعة الأولى عنه منذ 2016 ، حيث انصرفت عن غلاف الرئيس في هذا الصدد، نظرا لتأثيره عبر هذه الفضيحة بالسلب على الجمهوريين.

واعتبر زعرور أن الجمهوريين لديهم قوة هائلة بالكونغرس والبيت الأبيض والمحكمة العليا ولكن مع اقتراب انتخابات 2026، وفي ظل انعكاسات ظهور ترامب في هذه القضية، سيكونون أضعف كثيرا؛ ما سيعطي فرصا كبيرة للديمقراطيين باستغلال ذلك والتنسيق بشكل أقوى داخل صفوفهم، في وقت لا يصمت الشعب الأمريكي على مثل هذا المشهد المتعلق بفضائح غير أخلاقية تمس الرئيس.

واستكمل زعرور بالقول: لا يوجد جمهوريون يدافعون عن ترامب في الوقت الحالي، مثلما كان الأمر قبل ذلك، وهذه الصور ستؤثر بالفعل عليهم في انتخابات الكونغرس خلال العام المنتظر.

وأشار زعرور إلى أن هناك انقساما شبه عمودي عند الجمهوريين في الوقت الحالي والانتخابات ستعكس هذا الأمر، وكلما ظهرت تقارير جديدة حول هذه القضية من ملف إبستين، تزداد دائرة الانقسامات داخل الحزب.

فيما يقول الباحث في الشؤون الأمريكية، أحمد ياسين: كلما تخرج وثائق أو صور تُظهر وجود ترامب في قضية إبستين التي لها اهتمام على جميع المستويات السياسية والاجتماعية، يضرب الجمهوريون في توقيت صعب مع وضع الرتوش الأخيرة لخوض انتخابات الكونغرس.

وأفاد ياسين في تصريحات لـ"إرم نيوز"، بأن ترامب كلما ظهر كثيرا في صور تخص أي فرع أو ظرف يتعلق بهذه القضية، يحقق الديمقراطيون مساحة كبيرة بين الناخبين وفي الأوساط السياسية بانتخابات الكونغرس، مشيرا إلى أن ما يكشف عن هذه الفضيحة، يعتبر وقودا يشعل النيران في صفوف الجمهوريين.

أخبار ذات علاقة

غيسلين ماكسويل مع جيفري إبستين

يتجاوز "السرية التقليدية".. قاضٍ فيدرالي يفتح ملفات إبستين بقانون جديد

ويرى ياسين أن قضية إبستين تفكك تدريجيا من مرحلة إلى أخرى البيت الجمهوري وتؤثر على قواعد مهمة متعلقة بشعبية ترامب المرتبطة بشكل كبير بالحزب ومرشحيه و خوضهم انتخابات الكونغرس التي تعتبر الأشرس هذه المرة، ويريد الديمقراطيون تحقيق الأغلبية القادمة ليكون الرئيس الأمريكي وسياساته هدفا لهم.

واستطرد ياسين أن ترامب بذل مجهودا كبيرا في الكثير من الملفات منها ما يتعلق بقضايا اقتصادية والهجرة، بالإضافة إلى سياسات أخرى، لتكوين نقاط تسهم بشكل إيجابي في دفع المرشحين الجمهوريين أمام الحزب الديمقراطي الذي استعد جيدا، ولكن صور إبستين أصبحت تضر حزبه بشكل مباشر.

ويعتقد ياسين، أن هناك فصولا أخرى بملفات ووثائق وصور جديدة منتظرة لهذه القضية وعلاقة ترامب بها، وكلما خرج فصل من هذه الوثائق مع اقتراب موعد الانتخابات، يكون لذلك تأثير سلبي على توجه الناخب الأمريكي للجمهوريين ودعم كبير للديمقراطيين.

وبين ياسين أنه من الممكن أن تشهد هذه القضية تحولات أكبر من تأثيرها الحالي، في حال خروج تسريبات تحمل تورطا قانونيا لترامب؛ إذ سيكون لأي اتهامات تدور في هذا الصدد و يحاسب عليه القانون، ضربة بعيدة المدى للجمهوريين، ليس على مستوى الانتخابات فقط.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC