logo
العالم

توتر يتصاعد وأزمات تتفاقم.. كيف انهارت "أحلام" ترامب بإنهاء 8 حروب؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: (أ ف ب)

ذكر تقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن ادعاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء ثماني حروب يتلاشى نتيجةً لاتفاقيات السلام التي "توقف القتال مؤقتًا" دون معالجة الأسباب الجذرية لكل نزاع.

وبحسب الصحيفة،  دأب الرئيس الأمريكي، الذي مُنح جائزة الفيفا للسلام الأسبوع الماضي، والتي لاقت انتقادات واسعة، على التباهي بإنهاء النزاعات خلال فترتي رئاسته.

أخبار ذات علاقة

لقاء سابق بين ترامب وبوتين في ألاسكا

كييف خارج المعادلة.. هل يرسم ترامب وبوتين مصير أوكرانيا بـ"صفقة سرية"؟

 

ووفقاً لـ"إندبندنت"، أدرج ترامب في قائمة اتفاقيات السلام بين إسرائيل وحماس، وإسرائيل وإيران، وباكستان والهند، ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وتايلاند وكمبوديا، وأرمينيا وأذربيجان، ومصر وإثيوبيا، وصربيا وكوسوفو، لكن تحليلاً معمقاً لهذه النزاعات، وغيرها التي سعى ترامب إلى وقفها، يُشكك في ادعائه بأنه رئيس السلام.

فقد استأنفت كمبوديا وتايلاند الاشتباكات على الحدود، وتكافح كوسوفو وصربيا لتنفيذ اتفاقيات السلام، وتستمر الهجمات الإسرائيلية في لبنان وغزة. كما فشل ترامب في وقف الحرب في أوكرانيا، وهو الصراع الذي وعد سابقاً بإنهائه "خلال 24 ساعة".

وتقول الدكتورة ميلاني غارسون، الأستاذة المشاركة في العلوم السياسية بجامعة لندن (UCL)، إنه على الرغم من أن ترامب يستحق الثناء على سعيه الحثيث لإبرام هذه الاتفاقيات، إلا أن الاتفاقيات التي توسطت فيها إداراته "عرضة للفشل".

وتضيف: "بدون مسارات واضحة، وضمانات، وإشراف على الخطوات اللاحقة، تترك هذه الاتفاقيات ثغرات كبيرة في النظام. باختصار، ما فعله هو الضغط على زر الإيقاف المؤقت، وليس زر الإيقاف النهائي".

ويعزو الدكتور جوناثان مونتن، خبير السياسة الخارجية الأمريكية في جامعة لندن، "ضعف جودة" هذه الاتفاقيات إلى تردد ترامب في إحاطة نفسه بـ"خبراء حقيقيين" من شأنهم تحدي سلطته كـ"صانع صفقات بارع".

وقال للصحيفة: "يريد ترامب أن يُنظر إليه على أنه محور الأمور. إنه صانع صفقات بارع، وليس مجرد خبير متمرس في وزارة الخارجية"، مضيفاً: "لذا فإن جودة الإعداد، وجودة الخبرة، وجودة المفاوضات الدبلوماسية، كلها متدنية للغاية".

وذكرت الصحيفة أن الاشتباكات الحدودية في تايلاند استؤنفت مطلع هذا الأسبوع وذلك بعد أسابيع قليلة من توقيع اتفاقية كوالالمبور للسلام في أكتوبر/تشرين الأول، حيث تعهد رئيسا وزراء البلدين بـ"التزامهما الراسخ" بالسلام بعد تجدد النزاع الحدودي في يوليو/تموز. وحضر ترامب مراسم التوقيع في ماليزيا.

وأكد رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول يوم الجمعة أنه لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع كمبوديا حتى الآن، وقال إنه تحدث هاتفياً مع ترامب. وأضاف أنوتين أن ترامب أخبره برغبته في عودة البلدين إلى وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يوليو/تموز.

وفيما يتعلق بإسرائيل، فقد واصلت هجماتها في لبنان وغزة. وكان قد تم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار الأولي بين إسرائيل ولبنان في عهد إدارة بايدن، لكن ترامب فشل منذ ذلك الحين في منع حكومة بنيامين نتنياهو من شن غارات منتظمة على جارتها.

في غضون ذلك، شارك ترامب في التوسط في الاتفاق بين إسرائيل وحماس، والذي تعهد بإنهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة وعودة جميع الرهائن.

وقد عاد جميع الرهائن الأحياء، وجميع الرهائن القتلى باستثناء واحد. لكن السلطات في غزة تقول إن نحو 400 شخص، بينهم أطفال، قُتلوا بنيران إسرائيلية منذ سريان وقف إطلاق النار.

وأشاد ترامب مرارًا باتفاقية التطبيع الاقتصادي التي تم التوصل إليها بين صربيا وكوسوفو خلال ولايته الأولى. وفي وقت سابق من هذا العام، ادعى أيضًا أنه منع اندلاع حرب بين البلدين.

وكان من المقرر أن تُوسع اتفاقية 2020 التعاون والتكامل الاقتصادي، في محاولة لتهدئة التوترات السياسية من خلال التركيز على العلاقات الاقتصادية. لكن الاتفاقيات فشلت في معالجة عنصر حاسم وجوهري في النزاع: رفض صربيا الاعتراف رسميًا بكوسوفو، وفق التقرير.

ولا تزال التوترات السياسية بين كوسوفو وصربيا قائمة دون حل، ولم تبذل إدارة ترامب حتى الآن جهوداً جادة لإعادة جمع الطرفين على طاولة المفاوضات.

وشكّلت محاولات إنهاء الحرب في أوكرانيا أحد أبرز مصادر إحباط ترامب خلال ولايته الثانية، حيث فشلت حتى الآن في تحقيق هدف كان قد صرّح قبل الانتخابات الأمريكية بإمكانية حسمه خلال 24 ساعة.

في الأسابيع الأخيرة، كثّفت الولايات المتحدة جهودها للضغط على موسكو وكييف للتوصل إلى اتفاق، إلا أن العقبة الرئيسية، وهي مسألة الأراضي، لا تزال تُشكّل معضلة جوهرية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC