logo
العالم

"وول ستريت جورنال": الجيش الأمريكي يغيّر أدواته استعداداً لصراع ضد الصين

جنود أمريكيونالمصدر: (أ ف ب)

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن تبنّي الجيش الأمريكي تقنيات وتكتيكات جديدة للطائرات المسيّرة استعدادًا لأي صراع محتمل بين القوى العظمى في المحيط الهادئ.

وأوضحت الصحيفة، أن "التوقيت دقيق، وأنه يتوجب على القوة العسكرية الأبرز في العالم إعادة النظر في أدواتها وتكتيكاتها المجربة والمختبرة، بينما تستعد في الوقت نفسه لأحد أكثر تحدياتها إلحاحًا منذ الحرب العالمية الثانية: صراع محتمل بين القوى العظمى والصين".

بالنسبة للجيش الأمريكي تحديدًا، الذي أمضى عقدين من الزمن في بالحرب في العراق وأفغانستان، قد تختلف الصراعات المستقبلية اختلافًا جوهريًا من حيث المكان والكيفية والخصم.

أخبار ذات علاقة

سفينة حربية صينية

مناورة الصين الشتوية.. استعراض قوة أم استعداد لحصار تايوان؟

إذ تمتلك الصين أحد أكبر ترسانات الصواريخ في العالم، وقوة صناعية لا تُضاهى لدعم قواتها في حرب طويلة الأمد؛ وإن مواجهتها في المحيط الهادئ ستتطلب ساحة معركة شاسعة مائية تتخللها سلاسل جزر مغطاة بالغابات، وكلها في مرمى تلك الصواريخ، ما يعني أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتوقع السيطرة على الأجواء، وستواجه صعوبة في إعادة إمداد قواتها المنتشرة.

وتابعت الصحيفة، أن الجيش الأمريكي يفكر في استخدام الزوارق والعربات والقصف؛ علاوة على تفعيل دور الطائرات المسيرة بشكل كبير.

معدات وأسلحة جديدة 

وللتكيف مع النهج الجديد، رست في قاعدة بيرل هاربر-هيكام المشتركة، خلال التدريبات،  مركبة مائية صغيرة جديدة مصممة لنقل المعدات مباشرة إلى الشاطئ، وتنقل الجنود بسرعة في مركبات خفيفة وسريعة المناورة، أشبه بمركبات فيلم "ماد ماكس"، والتي وصفها أحد المسؤولين العسكريين بأنها نقلة نوعية هائلة منذ اختراع تقنية الرؤية الليلية. 

واستعدادًا لمعركة عبر الجزيرة، استُبدلت المدافع الضخمة بمنصات صواريخ هيمارس سريعة الحركة، والتي وصل منها 16 صاروخًا إلى هاواي هذا العام.

وفي حين حلّقت طائرة مسيّرة على ارتفاع ألفي قدم فوق الأدغال، قال الجندي في الجيش الأمريكي، جوزيا ويت، وهو يعدّ جنود العدو على شاشة حاسوبه المحمول: "3 أشخاص".

واستعرضت الصحيفة كيف انحنى الرقيب نيكولاس كول هاغلر تحت معطف واقٍ أخضر، ورفع طائرة "سي 100" رباعية المراوح، وهي واحدة من 5 أنظمة طائرات مسيّرة تعلّمها الشاب البالغ من العمر 22 عامًا تباعًا. 

ولفتت إلى أنه في مركبة الرقيب بروك بيكمان، البالغ من العمر 23 عاما: طائرات مسيّرة مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، تنقضّ وتنفجر بضغطة إبهام.

وبينما استخدم الجنود الأمريكيون بعضًا من أحدث معداتهم في مناورات عسكرية واسعة النطاق في نوفمبر/تشرين الثاني، والتي استمرت أسبوعين في جزر هاواي، حيث تهيمن هذه الأنظمة على ساحة المعركة في أوكرانيا وروسيا، وفي حين اعتمدت الولايات المتحدة على معدات قتالية باهظة الثمن وإجراءات مطولة، يسعى الجيش الأمريكي جاهدًا للحاق بالركب، متحولًا إلى حقبة جديدة تمامًا تتميز بمعدات سريعة الحركة، ورخيصة نسبيًا، وقابلة للاستهلاك.

وذهبت الصحيفة، إلى أنه "في حال غزت بكين تايوان وقررت الولايات المتحدة التدخل لمساعدة هذه الجزيرة الديمقراطية، فقد يجد الجنود الأمريكيون أنفسهم يقاتلون في سلسلة الجزر الأولى حيث تقع تايوان، بين اليابان والفلبين".

استعدادات للحرب

ولتحسين استعدادهم لمثل هذه الحرب، أُنشئ مركز تدريب قتالي جديد يُسمى مركز الاستعداد متعدد الجنسيات المشترك في المحيط الهادئ العام 2022 في هاواي. 

وخلال تدريبات الشهر الماضي، جمع المركز أكثر من 8 آلاف فرد، معظمهم من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أفراد من دول أخرى مثل تايوان وفرنسا وماليزيا؛ حيث نفّذ الجنود عمليات إنزال جوي، وحاكوا إطلاق صواريخ عبر الجزر، واجتازوا الوديان، وناموا نومًا متقطعًا تحت الأشجار.

وخلُصت الصحيفة، بحسب اللواء جيمس بارثولوميس، قائد فرقة المشاة الخامسة والعشرين التابعة للجيش الأمريكي، والتي تُركز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إلى أنه يجب على الجنود الاستعداد للقتال باستخدام الطائرات المسيّرة، وضدها، وعبر الحرب الإلكترونية.

وقال اللواء بارثولوميس: "حقيقة ساحة المعركة الحديثة هي أن الجميع مرئي".

وأضاف أن النظر إلى السماء والتعامل مع "المواجهة الأولى" من خلالها أو من خلال الطيف الكهرومغناطيسي هو الواقع الجديد.

أخبار ذات علاقة

منشآت عسكرية صينية على شعاب فيري كروس المرجانية

"منطقة قتل كهرومغناطيسية".. بكين تعيد تشكيل ساحة الحرب في بحر الصين

وأكدت الصحيفة على أن الجيش الأمريكي يسعى إلى تغيير ليس فقط ما يشتريه، بل أيضاً طريقة شرائه، نظراً لأن التطورات التكنولوجية المتسارعة قد تجعل المعدات الجديدة قديمة في غضون أشهر. 

وبينما يحاول الجيش التخلص من عملية الشراء المرهقة ومنح القادة بعض المرونة في اختيار مشترياتهم بأنفسهم، وللاستعداد لصراع وشيك، تحتاج الولايات المتحدة أيضًا إلى زيادة إنتاجها؛ حيث تُنتج أوكرانيا وروسيا ملايين الطائرات المسيّرة سنويًا، وتتفوق الصين عليهما في هذا المجال. 

ويأمل الجيش الأمريكي في تحفيز إنتاج الطائرات المسيّرة محليًا خلال السنوات القليلة المقبلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC