الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي

logo
العالم

بعد "تهميش" أوروبا.. هل يفرض ترامب "معادلته الأمنية" في أوكرانيا؟

بعد "تهميش" أوروبا.. هل يفرض ترامب "معادلته الأمنية" في أوكرانيا؟
دونالد ترامب يتوسط قادة أوروبيينالمصدر: رويترز
25 أغسطس 2025، 3:59 ص

لم يعد تهميش أوروبا في الحرب الأوكرانية مجرد انطباع سياسي، بل تحول إلى واقع واضح يتجلى في كل جولة تفاوض، فبعد استبعادها من صياغة مسارات الحل، جاءت الخطوة الأحدث من واشنطن.

ووضعت واشنطن القارة الأوروبية في زاوية ضيقة، عندما طلبت منها تحمل عبء الضمانات الأمنية لكييف، وذلك في وقت تتصاعد فيه الأعباء الاقتصادية والانقسامات السياسية داخل الاتحاد الأوروبي.

ويرى مراقبون أن أمريكا نجحت في تحويل الصراع إلى ورقة ضغط استراتيجية، وأنها المستفيد الأكبر من استمرار النزاع عبر صفقات السلاح وتدفق الطاقة بأسعار مرتفعة.

ويحذر الخبراء من أن هذه الضمانات ليست سوى "فخ سياسي" يهدد بتوريط أوروبا في صدام مباشر، وأن واشنطن تكتفي بالجلوس في مقعد المراقب المستفيد.

ميزان الربح والخسارة

وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية الدكتور سمير أيوب، لـ"إرم نيوز"، إن "ميزان الربح والخسارة في الصراع الدائر حاليًا بين روسيا وحلف الناتو على الساحة الأوكرانية يكشف بوضوح أن أمريكا هي الرابح الأكبر في جميع الأحوال".

وأكد أن "روسيا رغم ما تكبدته من خسائر، تُعد من أقل الدول تضررًا في هذه الحرب، على اعتبار أنها خرجت بأقل الأثمان الممكنة مقارنة بما كان سيحدث لو انضمت أوكرانيا إلى الناتو، إذ كانت ستخسر وحدتها وسيادتها". 

وأشار إلى أن "أوروبا كانت من بين الأطراف الأكثر تضررًا، خصوصًا على المستويين الاستراتيجي والاقتصادي، حيث تأثر الاقتصاد الأوروبي بشكل كبير ولا سيما الاقتصاد الألماني، الذي يُعد العمود الفقري للقارة، نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة واضطراب سلاسل التوريد".

ولفت أيوب إلى أن "الرئيس الأمريكي عبّر بوضوح عن موقف بلاده حين أكد أن على الدول الأوروبية تحمل تكاليف الحرب إذا رفضت المقترحات الأمريكية لخطة السلام واستمرت في دعم الصراع". 

فوائد استراتيجية

وأشار إلى أن "استمرار القتال يضمن لأمريكا بيع المزيد من الأسلحة للدول الأوروبية، التي ترسلها بدورها إلى أوكرانيا، ما يدعم اقتصادها، وفي حال انتهى النزاع، يمكن لواشنطن أن تجني فوائد استراتيجية واقتصادية من تحسين علاقاتها مع موسكو، خاصة في مجالات الطاقة والنفط".

وحذر أيوب من أن "أوروبا قد لا تتمكن من تحمل تبعات الحرب لفترة طويلة، مع ارتفاع أسعار الغاز المستورد من أمريكا ودول أخرى بأضعاف ما كانت تدفعه مقابل الغاز الروسي".

وأشار المحلل إلى أن "الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، ورفض بعض الدول المساهمة في تمويل الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا، فضلًا عن المواقف المتباينة من خطة ترامب للسلام، كلها عوامل تزيد الضغط على القادة الأوروبيين وتضعف موقفهم".

وأكد أن "أوروبا أمام خيارين أحلاهما مر، فإما الاستمرار في حرب باهظة الكلفة دون نتائج ملموسة، أو القبول بمبادرات سلام قد تصب في مصلحة روسيا"، موضحًا أن "الجيش الروسي زاد من مساحة سيطرته على الأرض،  باستمرار الحرب، ما يضعف الموقف التفاوضي لأوكرانيا مستقبلاً".

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

دبلوماسي أمريكي لـ"إرم نيوز": ترامب يفرض واقعاً سياسياً ضد "تضليل" أوروبا وكييف

من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية كارزان حميد، إن "تهميش أوروبا لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة مسار طويل ومعقد، وإن أمريكا في ولاية ترامب الثانية وضعت القارة العجوز في زاوية حرجة لا يُحسد قادتها عليها، حتى وإن أظهر الإعلام الغربي عكس ذلك".

وشدد حميد، في حديث لـ"إرم نيوز"، على أن "إحدى مشكلات الأوروبيين أنهم يتعجلون القرارات ولا يدرسون الملفات بعمق، ما يجعلهم يطلقون تصريحات نارية ثم يتراجعون عنها لاحقًا". 

وأشار المحلل إلى أن "الجيل الحالي من القادة الأوروبيين متأثر بالإعلام الغربي الذي شيطن كل ما هو شرقي، بدءًا من الاتحاد السوفيتي وصولًا إلى روسيا".

وأوضح أن "الموقف الأمريكي يتمثل في دفع أوروبا نحو صدام مباشر مع روسيا، كي تجني واشنطن ثمار حرب ليست حربها، على غرار ما جرى في الحرب العالمية الثانية حين تدخلت أمريكا في نهايتها وغيرت موازين القوى".

وأشار إلى أن "تصريحات ترامب لزيلينسكي حول احتمال اندلاع حرب عالمية لم تكن بعيدة عن الواقع، لأن الأوروبيين اليوم يحاولون بكل طاقتهم إشعال حرب مدمرة مع روسيا، في وقت تلعب فيه المملكة المتحدة دور المحرض الرئيسي، بينما تسعى أمريكا لاستغلال الأزمة لتعزيز اقتصادها وهيمنتها الدولية".

وتابع حميد أن "الاتحاد الأوروبي، رغم مؤسساته الموحدة، يعاني من انقسامات عميقة، إذ تعمل كل دولة وفق مصالحها الخاصة، ما جعل بروكسل عاجزة عن اتخاذ قرارات دولية حاسمة". 

ورأى أن "الأزمة الأوكرانية أصبحت القشة التي قصمت ظهر أوروبا"، مشيرًا إلى أن "التدخل الغربي في أوكرانيا بدأ منذ التسعينيات وتضاعف في الألفية الجديدة، الأمر الذي دفع روسيا لاتخاذ خطوات هجومية".

وأكد أن "الضمانات الأمنية التي تطرحها كييف بدعم من باريس ولندن غير واضحة، وهي مجرد غطاء لإدخال قوات نخبوية تقوم بجمع معلومات لصالح الاستخبارات".

واعتبر أن "خطوات زيلينسكي تهدف إلى توريط أكبر عدد ممكن من الدول في حربه الخاسرة، في وقت استثمر فيه الاتحاد الأوروبي مليارات اليوروهات ولا يريد الخسارة".

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب خلال الاجتماع مع قادة أوروبيين

فانس يكشف كواليس مكالمة ترامب مع بوتين أمام قادة أوروبا

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC