أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الجمعة 22 أغسطس، عن خطوة نوعية لتعزيز قدرات البلاد الدفاعية عبر شراء ستة أنظمة صواريخ أرض-جو من طراز Land Ceptor بقيمة 118 مليون جنيه إسترليني، في إطار خطط الحكومة لتقوية أمن المملكة المتحدة ودعم قطاع الصناعات الدفاعية.
ستُؤمّن الصفقة الجديدة مع شركة MBDA ما يصل إلى 140 وظيفة في جميع أنحاء بريطانيا، أبرزها في موقع الشركة بمدينة بولتون، لانكشاير، حيث تم الإعلان في وقت سابق عن توسعة توظف 700 فرد جديد، وفقًا لموقع "إيه إس دي نيوز".
يُضاف ذلك إلى أكثر من 1300 وظيفة في المنشأة، وقرابة 5000 وظيفة أخرى في مواقع مختلفة للشركة داخل المملكة المتحدة.
ستكون القاذفات الجديدة جزءًا من نظام "سكاي سابر" الدفاعي المتطور، القادر على اعتراض الصواريخ المجنحة والطائرات والطائرات دون طيار.
ويتميز النظام بدقة مذهلة تمكّنه من إصابة جسم بحجم كرة تنس يتحرك بسرعة تفوق ضعف سرعة الصوت. كما يستطيع التحكم في 24 صاروخًا في وقت واحد، موجّهًا كل صاروخ نحو هدف منفصل.
وأكدت وزارة الدفاع البريطانية أن شراء هذه الأنظمة سيضاعف عدد منصات "سكاي سابر" القابلة للنشر التي يستخدمها الجيش البريطاني، ما يُعزز قدرة البلاد على حماية أجوائها وردع الخصوم.
وقال لوك بولارد، وزير القوات المسلحة: البريطاني: "ننفذ مراجعة الدفاع الاستراتيجي عبر تزويد قواتنا المسلحة بأحدث المعدات للحفاظ على سلامة بريطانيا، ومضاعفة قدرات سكاي سابر ستمنحنا حماية أكبر في الداخل والخارج، وتُشكل رادعًا حقيقيًا لخصومنا".
تم اختبار النظام مؤخرًا بنجاح في جزر هبريدس خلال مناورة "الدرع الهائل"، التي شهدت أول إطلاق حي له في المملكة المتحدة. كما جرى نشره في بولندا ضمن عملية "ستيف تيل" لتعزيز دفاعات حلف الناتو في جناحه الشرقي.
ومن جانبه، قال كريس علام، المدير العام لشركة MBDA في المملكة المتحدة: "هذا العقد يعزز شراكتنا الاستراتيجية مع وزارة الدفاع، ويُجسد الابتكار البريطاني، والاتفاق الجديد سيدعم نمونا ويوفر المزيد من فرص العمل، إلى جانب منح الجيش قدرات حاسمة في الدفاع الجوي."
وتُبرز الصفقة دور الصناعات الدفاعية كقاطرة للنمو الاقتصادي، إذ تُظهر الأرقام الرسمية أن 151 ألف وظيفة في المملكة المتحدة مدعومة مباشرة بإنفاق وزارة الدفاع مع القطاع، بزيادة قدرها 14 ألف وظيفة عن العام السابق.
بدوره، وصف العقيد جيمس بوتل، قائد الفوج السادس عشر للمدفعية الملكية، النظام الجديد بأنه "نقلة نوعية" في قدرات الدفاع الجوي البريطاني.
وأوضح "بوتل" أن "سكاي سابر" هو الدرع الأقوى ضد التهديدات الجوية الحديثة، من الطائرات النفاثة إلى الأسلحة الموجهة بدقة والطائرات المسيرة، مضيفًا أن تشغيل هذا النظام شرف ومسؤولية نتحملها في الفوج السادس عشر لدعم دور المملكة المتحدة في حلف الناتو".
يتماشى هذا الاستثمار مع خطة الدفاع الاستراتيجي، التي تهدف إلى تجهيز القوات البريطانية لتكون أكثر فتكًا ومرونة، عبر دمج القدرات الجوية والبرية والذكاء الاصطناعي والأسلحة بعيدة المدى والطائرات دون طيار.
وبذلك، تمضي بريطانيا نحو تعزيز أمنها القومي وفي الوقت ذاته ترسيخ الصناعات الدفاعية كركيزة أساسية للنمو الاقتصادي، وهو ما يجسد شعار الحكومة: الدفاع محرك للتغيير.