قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة
رأى خبراء فرنسيون أن إعلان موسكو غياب أي لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يعكس تصلبًا في الموقف الروسي ويضع العواصم الأوروبية أمام تحديات جديدة.
ويأتي الموقف الروسي ليؤكد أن موسكو هي الطرف المتحكم بنسق التفاوض أو الذهاب نحو مسار السلام، تماما كما هي متحكمة بنسق العمل العسكري على الأرض.
ويتوقع الخبراء أن تزداد التوترات السياسية داخل أوروبا نفسها، مع تصاعد الانقسامات بين تيارات تدعو لمواصلة المواجهة حتى النهاية، وأخرى تطالب بالانفتاح على مسار تفاوضي لتجنب انفلات اقتصادي واجتماعي أوسع.
وفي مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "لا لقاء مقررًا بين الرئيسين"، مشددًا على أن بوتين "مستعد للقاء زيلينسكي فقط عندما يكون جدول أعمال القمة جاهزًا، وهذا الجدول غير متوفر على الإطلاق".
وجاءت التصريحات الروسية بعد جولة دبلوماسية أمريكية-أوروبية نشطة، قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي التقى بوتين في ألاسكا في 15 أغسطس/ آب، ثم استضاف زيلينسكي برفقة قادة أوروبيين في البيت الأبيض يوم 18 أغسطس.
ورغم هذه الوساطات، واصلت موسكو تصعيدها العسكري، إذ شنت واحدة من أعنف الضربات الجوية منذ بداية الحرب، استهدفت منشآت أوكرانية بينها شركة إلكترونيات أمريكية.
لافروف اعتبر أن "الكرة في ملعب كييف"، ملمحًا إلى أن أوكرانيا هي من يعرقل تقدم أي مفاوضات.
وقال الخبير الفرنسي برونو كوتريه، الباحث في مركز البحوث السياسية في معهد العلوم السياسية بباريس CEVIPOF والمتخصص في الشأن الأوروبي لـ"إرم نيوز" إنه "من منظور أوروبي، يمثل هذا الإعلان الروسي انتكاسة للدبلوماسية، فالقادة الأوروبيون كانوا يعولون على نافذة صغيرة للحوار المباشر، لكن موسكو تعلن بوضوح أنها تتحكم في إيقاع المفاوضات".
وأضاف أن هذا الإعلان يعمق القلق داخل الاتحاد الأوروبي، خصوصًا مع تزايد الضغوط الشعبية بسبب آثار الحرب الاقتصادية: أسعار الطاقة، والتضخم، وأزمة الغذاء".
وأشار كوتريه إلى أن أوروبا تخشى من عودة موجة احتجاجات اجتماعية شبيهة بأزمات داخلية سابقة، ما يضع الحكومات أمام معادلة صعبة: الاستمرار في دعم أوكرانيا أو مواجهة غضب الشارع".
من جانبه، قال أوليفييه فيدرين الباحث الفرنسي المتخصص في الشأن الروسي-الأوكراني، وعضو برنامج روسيا وأوراسيا الأوروبي: "إن الرسالة الروسية واضحة: موسكو ليست في عجلة من أمرها لعقد لقاءات شكلية لا تؤدي إلى نتائج ملموسة".
وأشار إلى أن الكرملين يرسل إشارة إلى كييف والعواصم الغربية أن الحرب ستُحسَم وفق شروط ميدانية وليس في قاعات المؤتمرات.
ووفقًا للباحث السياسي فإنه "بالنسبة لروسيا، أي لقاء يجب أن يكون مؤطرًا بتنازلات أو ضمانات أمنية ملموسة، وإلا فسيُعد مضيعة للوقت"، موضحًا أن هذا يعني أن التصعيد العسكري قد يستمر في الأشهر المقبلة، وربما نشهد هجمات أوسع على البنى التحتية الأوكرانية كأداة ضغط للتفاوض لاحقًا".
ولفت إلى أنه بين تصلب الموقف الروسي وضغط الشارع الأوروبي، تبدو أوروبا اليوم أمام خيار استراتيجي صعب: الاستمرار في الاصطفاف الكامل وراء كييف، أو الدفع باتجاه تسويات ولو محدودة لتخفيف آثار الحرب على الداخل الأوروبي".
كما رأى أن ما يزيد التعقيد هو الغموض حول قدرة الولايات المتحدة على مواصلة لعب دور الوسيط الفعّال، خاصة إذا ركّزت إدارة ترامب على ملفات داخلية.
وبينما يستبعد الخبراء أي لقاء وشيك بين بوتين وزيلينسكي، يتوقع أن تزداد التوترات السياسية داخل أوروبا نفسها، مع تصاعد الانقسامات بين تيارات تدعو لمواصلة المواجهة حتى النهاية، وأخرى تطالب بالانفتاح على مسار تفاوضي لتجنب انفلات اقتصادي واجتماعي أوسع.