أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الاتحاد الأوروبي يقترب من إبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، في خطوة قد تمثل اختبارًا حقيقيًا لوحدة التكتل، خاصة في ظل تباين مواقف الدول الأعضاء تجاه شروط الاتفاق المحتمل.
وبحسب التقرير، فإن الاتفاق المقترح قد يفيد بعض الدول الأوروبية أكثر من غيرها، ما يثير مخاوف من حدوث انقسامات داخل الاتحاد.
ففي حين تضغط ألمانيا للتوصل إلى اتفاق سريع بهدف الحد من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية، تتخذ فرنسا موقفًا أكثر صرامة في مواجهة مطالب واشنطن.
وأضافت الصحيفة أن إحدى القضايا الرئيسة تتمثل فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستقدم إعفاءات لصناعات الاتحاد الأوروبي المتضررة بالفعل من الرسوم الجمركية، مثل قطاع السيارات.
وفي حين تختبر المفاوضات مع إدارة ترامب التماسك الأوروبي، وفي الوقت الذي يتقدم فيه الاتحاد الأوروبي ببطء نحو اتفاق تجاري محتمل مع الولايات المتحدة، ورغم أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يقتربون من وضع الخطوط العريضة لاتفاق يتضمن تنازلات قاسية للاتحاد، إلا أن الاتفاق غير مؤكد.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فإن الخيارات المتاحة أمام الاتحاد الأوروبي تقتصر على قبول اتفاق يُنظر إليه على أنه يصب في مصلحة الولايات المتحدة، أو رفضه والمخاطرة بتصعيد إضافي في التوترات التجارية.
وبينما يُحتمل أن تبقي الولايات المتحدة على رسوم بنسبة 10% على معظم السلع الأوروبية، تظل فرص إعفاء قطاعات، مثل: الطائرات، والمشروبات الروحية، والتقنيات الطبية خاضعة لموافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو أمر غير مؤكد حتى الآن، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التباين بين موقفي برلين وباريس يعكس تصدعات في وحدة الموقف الأوروبي، بعد شهور من التماسك في ملف التجارة.
ففي الوقت الذي يدعو فيه المستشار الألماني فريديريش ميرتس إلى اتفاق سريع وبسيط، أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مناسبات سابقة تأييده لفرض رسوم أوروبية مضادة على الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن أي اتفاق نهائي قد يمتد تأثيره بطرق متفاوتة عبر دول الاتحاد السبع والعشرين، ما يُرجّح استمرار النقاشات والانقسامات حتى بعد الإعلان عن الاتفاق المبدئي.