ردت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الخميس، على هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اللاذع على أوروبا محذرة إياه من التدخل في ديمقراطيات القارة العجوز.
وقالت في مقابلة على هامش حفل "بوليتيكو 28" في بروكسل: "ليس من حقنا، في ما يتعلق بالانتخابات، أن نقرر من سيكون قائد البلاد، بل هو حق شعب هذه البلاد... إنها سيادة الناخبين، ويجب حمايتها".
وأضافت رئيسة المفوضية، ردًا على سؤال حول استراتيجية الأمن القومي الأمريكي التي نُشرت الأسبوع الماضي وأثارت ضجة في أوروبا: "لا يحق لأحد التدخل، دون أدنى شك".
وتزعم الاستراتيجية أن أوروبا تواجه "محوًا حضاريًا" خلال العشرين عامًا القادمة، وهي رواية لاقت صدى واسعًا لدى قادة اليمين المتطرف في أوروبا، بمن فيهم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وكذلك في روسيا.
كما تنتقد الوثيقة بشدة الجهود الأوروبية الرامية إلى كبح جماح أحزاب اليمين المتطرف، واصفةً هذه التحركات بالرقابة السياسية، وتتحدث عن "تنمية المقاومة للمسار الحالي لأوروبا داخل الدول الأوروبية".
وقالت فون دير لاين إن هذا أحد الأسباب التي دفعت الاتحاد الأوروبي إلى اقتراح "درع الديمقراطية"، الذي يهدف إلى تكثيف مكافحة التدخل الأجنبي على الإنترنت، بما في ذلك في الانتخابات.
وأضافت رئيسة المفوضية أنها لطالما تمتعت "بعلاقة عمل ممتازة" مع رؤساء الولايات المتحدة، و"هذا هو الحال اليوم أيضًا". ومع ذلك، شددت على ضرورة أن تركز أوروبا على نفسها بدلًا من إجراء مقارنات مع الآخرين.
وأضافت: "أنا من صميم قلبي من أنصار الحوار عبر الأطلسي. ولكن ما هو الأهم؟ المهم هو أن نعتز بانتمائنا إلى الاتحاد الأوروبي، وأن ندرك نقاط قوتنا، وأن نتصدى للتحديات التي تواجهنا".
وتابعت فون دير لاين بالقول: "بالطبع، تغيرت علاقتنا بالولايات المتحدة. لماذا؟ لأننا نتغير. ومن المهم جدًا أن نتذكر دائمًا: ما هو موقفنا؟ ما هي نقاط قوتنا؟ فلنعمل على تعزيزها. ولنفتخر بها. ولندافع عن أوروبا موحدة. هذه هي مهمتنا... أن ننظر إلى أنفسنا ونفتخر بها".
وفي مقابلة صحفية الثلاثاء، ندد الرئيس الأمريكي بأوروبا واصفًا إياها بأنها مجموعة دول "متداعية" يقودها "ضعفاء"، على حد تعبيره.
وتابع ترامب، في إشارة إلى رؤساء دول القارة ورؤساء وزرائها: "أعتقد أنهم ضعفاء"، مضيفًا: "أعتقد أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون. أوروبا لا تعرف ماذا تفعل"، وفق قوله.