وصف الخبير البريطاني المختص في شؤون الأمن القومي الأوروبي، غلين غرانت، الرئيس دونالد ترامب بأنه "يتصرّف كطفل في الخامسة"، لا يجدي معه سوى المال والمديح، مضيفا أنّ الولايات المتحدة باتت "مكروهة ومرفوضة"، وأن هذا الواقع مرشّح للاستمرار في ظل إدارة ترامب التي لا يثق بها أحد.
وقال غرانت في حوار مع "إرم نيوز" إن النقص الفاضح في الدعم الأمريكي لأوكرانيا يتعارض تماماً مع مصالح أوروبا ويميل لمصلحة روسيا، مؤكدا أنّ هذا الوضع يزعزع ثقة الأوروبيين بالولايات المتحدة، ويزيد من إصرارهم على دعم أوكرانيا، ويرفع منسوب القلق بشأن مستقبل الناتو.
كيف تقيّمون السياسة الأمريكية في أوروبا: هل تخدم المصالح الأوروبية أم تخلق فجوات استراتيجية؟
ترى الولايات المتحدة أن ضعف القادة الأوروبيين يثير الإحباط لديها، كما توجد رغبة في معاقبة المؤسسات الأوروبية أو إضعافها، وربما يحدث ذلك بما يخدم روسيا.
برأيكم، كيف يؤثر الانخراط الأمريكي في الشرق الأوسط على أمن أوروبا وأولوياتها الاستراتيجية؟
لست متأكداً من أن انخراط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يؤثر فعلياً على أوروبا. لا أحد يولي اهتماماً كبيراً لما تفعله واشنطن هناك؛ لأن تأثيره محدود جداً.
الولايات المتحدة مكروهة ومرفوضة، وسيبقى الوضع كذلك، خصوصاً في عهد الرئيس دونالد ترامب الذي لا يثق به أحد.
هل تعتقدون أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا يتماشى مع المصالح الأمنية الأوروبية أم قد يسبب نتائج غير مقصودة؟
إن النقص الفاضح في الدعم الأمريكي لأوكرانيا يتعارض تماماً مع مصالح أوروبا، ويميل لصالح روسيا.
إلى أي مدى ترى وجود تباعد بين الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة وأوروبا في السياق العالمي الحالي؟
هذا الوضع يؤدي إلى تراجع ثقة أوروبا في الولايات المتحدة، ويزيد من إصرارها على دعم أوكرانيا، ويرفع مستوى القلق بشأن مستقبل الناتو.
كيف ينبغي للدول الأوروبية أن تتصرف إذا أدت السياسات الأمريكية إلى تقويض استقلالها الاستراتيجي؟
إذا واصل ترامب تقويض أوروبا، فهذا يعني أن القيادة الأوروبية الحالية غير فعّالة ويجب تغييرها.
هل توجد مجالات تتكامل فيها السياسات الأمريكية والأوروبية، وأين تتصادم؟
من الصعب حالياً العثور على مجالات تكامل حقيقية بين أوروبا والولايات المتحدة، باستثناء قضايا تتعلق بمعاهدة عدم الانتشار النووي وبعض الملفات النووية الأخرى.
لكن حتى هذا المجال قد يتعرض للخطر، في ظل سعي ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تقويض ما حافظ على السلام العالمي سابقا.
برأيكم، ما الخطوات التي يمكن أن تضمن أن يسهم الانخراط الأمريكي في أوروبا وأوكرانيا في تعزيز الاستقرار الإقليمي بدلا من إضعافه؟
ترامب يتصرف كطفل لا يجدي معه سوى المال والمديح وما يشبه "اللعب"، أما الحجج الحقيقية فهي خارج قدرته. التعامل معه يشبه التعامل مع طفل في الخامسة محدود التركيز.
هو يشك في قدرة القادة الأوروبيين على الاستمرار في خفض مستوى تعاملهم لمجاراة "ألعابه".
وقد حاول كل من رئيس جمهورية فنلندا ألكسندر ستوب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لكن بعد الاستراتيجية الأمنية الأمريكية الجديدة المسيئة لأوروبا، فمن المرجح أنهما أصبحا يشعران بالإرهاق.