الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
تستعد قوة الفضاء الأمريكية، في 21 أغسطس/آب 2025، لإطلاق مركبة الاختبار المدارية "X-37B" في مهمتها الثامنة، لكن هذه المرة الحدث يتجاوز مجرد استعراض للقوة الفضائية.
فالمركبة تحمل في أحشائها تكنولوجيا قد تغيّر قواعد اللعبة العسكرية والمدنية معًا، مستشعر القصور الذاتي الكمي، ابتكار قد يُنهي الاعتماد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ويعيد رسم خريطة الملاحة العالمية.
نظام الـ GPS، الذي يُوجّه الطائرات والسفن وحتى هواتفنا الذكية، هو العمود الفقري للحياة الحديثة، ولكن نقاط ضعفه خطيرة، فإشاراته يمكن التشويش عليها أو انتحالها بسهولة، وقد تغيب تمامًا في الفضاء السحيق أو أعماق البحار أو ساحات الحرب المزدحمة بالإلكترونيات.
هنا يطل الحل الكمومي، الذي لا يحتاج إلى أي إشارات خارجية، بل يعتمد على الذرات المبردة إلى الصفر المطلق، إذ تتحول إلى موجات تُستخدم لقياس التسارع والدوران بدقة لا تُصدق، ودون الانجراف الذي يضرب الأنظمة التقليدية.
في الفضاء، ستمكّن التقنية X-37B من الملاحة الدقيقة حتى في المدار القمري أو الرحلات نحو الفضاء العميق، حيث يصبح الـ GPS بلا قيمة.
كما ستتمكن الغواصات والطائرات الأمريكية في الحروب من العمل بشكل مستقل عن أي إشارات فضائية، ما يعني تفوقًا ساحقًا في ميادين القتال الإلكترونية.
وأثبتت شركات مثل، بوينغ وAOSense، عام 2024، نجاح التقنية في رحلة جوية استمرت 4 ساعات، كما سبقت بريطانيا بتجربة على طائرة مدنية.
أما اليوم، فالولايات المتحدة تضع التقنية في قلب مركبة عسكرية فضائية، في خطوة وصفها خبراء بأنها "لحظة ما قبل الانفجار الكمومي".
الولايات المتحدة ليست وحدها على الساحة، فالصين والمملكة المتحدة تستثمران مليارات الدولارات في سباق السيطرة على الملاحة الكمومية.
وبعد أن كانت الحوسبة الكمومية والتشفير عناوين المستقبل، يبدو أن الساعات والمستشعرات الكمومية ستكون أول سلاح حقيقي يدخل ميدان الاستخدام العملي.
إذا نجحت المهمة الثامنة لـ X-37B، قد تُسجّل في التاريخ كلحظة موت الاعتماد المطلق على الـ GPS وبداية عصر "الملاحة غير القابلة للاختراق".
خبراء يشبهونها بالثورة التي أحدثها ظهور الـ GPS نفسه في القرن الماضي.
والأمر لا يتعلق بالملاحة فقط، بل بالهيمنة الجيوسياسية؛ فالدولة التي تحتكر الملاحة الكمومية ستتحكم في طرق التجارة البحرية والجوية، وستمتلك قدرة عسكرية لا يمكن التشويش عليها، ما قد يعيد تشكيل ميزان القوى العالمي.
إن مهمة X-37B القادمة ليست مجرد رحلة إلى الفضاء، بل قد تكون إعلانًا رسميًا عن دخول البشرية عصر الملاحة الكمومية؛ عصر قد يجعل أنظمة اليوم تبدو بدائية، ويفتح الباب أمام سباق عالمي جديد للسيطرة على "بوصلة القرن الـ21".