الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
خلال شهر فبراير/شباط 2022، حذّر رئيس الوزراء الياباني السابق، فوميو كيشيدا، من أن أوكرانيا قد تكون نذيرا لمستقبل آسيا، مشيراً إلى أن التوسع الروسي في أوروبا يوازي طموحات الصين المتزايدة في القارة الصفراء.
ويرى تقرير لمجلة "فورين بوليسي" أن التحذير الذي أطلقه رئيس الوزراء الياباني السابق قبل نحو ثلاث سنوات ونصف السنة أصبح اليوم أكثر إلحاحاً مع دبلوماسية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وتعتقد المجلة أن الضغوط التي يمارسها الرئيس الأمريكي على أوكرانيا للتنازل عن أراضٍ مقابل سلام غامض تثير تساؤلات حول موثوقية واشنطن كضامن أمني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وقال كيشيدا حينها إن "أوكرانيا اليوم قد تصبح شرق آسيا غداً"، معززاً رؤية طوكيو لنظام دولي قائم على القواعد ومنطقة حرة ومفتوحة.
استجابت اليابان، إلى جانب أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، بدعم المقاومة الغربية لروسيا، وشاركت في قمة الناتو في مدريد 2022، مظهرة استعدادها لربط الأمن عبر الأطلسي بآسيا.
لكن تراجع ترامب عن سياسات سلفه، جو بايدن، وسعيه لتسوية مع روسيا على حساب أوكرانيا، يعرض هذه الجهود للخطر ويكشف هشاشة الالتزامات الأمريكية، كما ترى "فورين بوليسي".
في المقابل، تجنّبت الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا إدانة روسيا مباشرة، وهو موقف بدا حذراً لكنه يثبت الآن حكمته، فإذا نجحت روسيا في تحقيق مكاسب إقليمية دون عقوبات، كما يشير ترامب ومبعوثه ستيف ويتكوف، فقد تُغري الصين بفرض نفوذها في نزاعاتها، خاصة في البحر الجنوبي والشرقي أو ضد تايوان، التي تواجه ضغوطاً متزايدة بعد ضم هونغ كونغ.
ووفق "فورين بوليسي" فإن هذا يثير مخاوف من أن "تآكل الأعراف الدولية في أوكرانيا قد يشجع الصين على تحدي الحدود بالقوة".
كما ترى المجلة، أن دبلوماسية ترامب "المعقدة" فاقمت الضبابية في قارة آسيا، فهو يصف روسيا والصين بـ"العدوين الطبيعيين" فيما يسعى لفصل موسكو عن بكين، لكن شراكتهما "اللا محدودة" تجعل ذلك صعباً، وفي الوقت نفسه، يثير نهجه قلق حلفاء آسيا، خاصة اليابان وكوريا الجنوبية، اللتين تعتمدان على تحالفات ثنائية مع واشنطن.
على عكس أوروبا، التي تستند إلى الناتو والاتحاد الأوروبي، فإن آسيا تعاني من غياب تحالفات مؤسسية قوية؛ ما يجعلها أكثر عرضة لتقلبات السياسة الأمريكية، فالهند، التي حذرت من أن الضغط الغربي يقرب روسيا من الصين، لا تجد راحة في تقارب ترامب مع بوتين، خاصة مع استهدافه وارداتها النفطية.