شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا خلال عام 2025 تقلبات غير مسبوقة تحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تراوحت السياسات بين التدخل العسكري، والتهديدات الدبلوماسية، والتوسع التجاري، والتحركات الأمنية، مع آثار مباشرة على الاستقرار الإقليمي والتنمية الاقتصادية والصحية في القارة، بحسب "أفريقيا ريبورت".
في بداية ولايته الثانية، أطلق ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية شملت تجميد المساعدات الخارجية، وتعليق برامج الرعاية الصحية المنقذة للحياة، ووقف استقبال اللاجئين، وتفكيك جزء من وكالة التنمية الأمريكية (USAID)، ما أدى إلى تسريح آلاف الموظفين وخفض مليارات الدولارات من الدعم، مع توقع وفاة مئات الآلاف بسبب الأمراض وسوء التغذية.
لاحقًا، فرضت الإدارة حظرًا على إصدار التأشيرات لمواطني أكثر من 12 دولة أفريقية، بما في ذلك تشاد، والسودان، والصومال، وليبيا، وأعقب ذلك حظر جزئي لدول أخرى مثل نيجيريا وتنزانيا.
هذه الإجراءات تسببت في توتر دبلوماسي وأدت إلى ردود فعل متبادلة من بعض الدول، بما في ذلك تشاد.
شهد العام تصاعدًا في التهديدات العسكرية والدبلوماسية، بدءًا من إعلان ترامب عن "الإبادة الجماعية للبيض" في جنوب إفريقيا، وتهديده باستخدام القوة العسكرية في نيجيريا، إلى فرض عقوبات على مسؤولين روانديين وقيادات حركة إم 23 في شرق الكونغو.
كما تم دمج مكتب أفريقيا في مجلس الأمن القومي مع قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو ما اعتبره خبراء خفضًا لأهمية القارة كقضية أمن قومي، فيما أظهرت إدارة ترامب اهتمامًا بالمحافظة على القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) رغم بعض المقترحات لتقليص التمويل.
على الرغم من السياسات المتشددة، سعت واشنطن لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع أفريقيا. أعيد تفعيل صفقات المعادن الاستراتيجية في الكونغو، وأُطلقت مشاريع للطاقة الحيوية في ظل نقص الكهرباء الذي يعانيه 600 مليون أفريقي.
كما تم توقيع اتفاقيات صحية بمبدأ "أمريكا أولاً"، مع تقديم مساعدات حكومية مباشرة بدل دعم المنظمات غير الحكومية، بما أثار مخاوف بشأن السيادة الوطنية.
وأُبرمت اتفاقيات اقتصادية مهمة في ممر لوبيتو بين زامبيا والكونغو وأنغولا، وشارك الرئيس ترامب وقادة أفارقة في قمة أعمال أمريكية أفريقية، وسط حضور قياسي للرؤساء التنفيذيين وقادة الدول.
سعت الإدارة الأمريكية إلى لعب دور في صراعات شرق الكونغو والسودان، عبر إطلاق "التحالف الرباعي" لإنهاء النزاع في السودان وتسهيل توقيع اتفاقيات واشنطن للسلام بين الكونغو ورواندا.
ومع ذلك، استمرت الأعمال العدائية في شرق الكونغو، مما أبرز صعوبة تحقيق السلام الدائم رغم التدخل الأمريكي.
شكل عام 2025 بالنسبة لأفريقيا فترة مضطربة، امتزجت فيها السياسات العقابية مع فرص اقتصادية محدودة، والتدخل العسكري مع محاولات السلام، ما أعاد رسم صورة الولايات المتحدة في القارة بشكل متناقض.
رغم التهديدات، أسفر تمديد قانون النمو والفرص في أفريقيا (AGOA) عن بصيص أمل للتجارة والاستثمار قبل نهاية ولاية ترامب، مؤكدًا أن القارة ستظل لاعبًا حيويًا في الاستراتيجية الأمريكية رغم التقلبات السياسية.