logo
العالم

هل تقود "المصالحات الوطنية" إلى الاستقرار وتنهي الانقلابات في أفريقيا؟‎

قادة ومسؤولون أفارقةالمصدر: رويترز

يثير لجوء الأنظمة المنبثقة عن انقلابات عسكرية في أفريقيا إلى خيار المصالحة الوطنية تساؤلات حول ما إذا كان ذلك يقود إلى الاستقرار أم دورة جديدة من الصراعات. 

ويواجه العديد من الدول الأفريقية اضطرابات متنامية؛ ما أدى إلى موجة من الانقلابات العسكرية شملت دولاً مثل النيجر ومالي وغينيا بيساو وبوركينا فاسو ومدغشقر، وتلا ذلك الإعلان عن مشاريع للمصالحة الوطنية.

ويسعى القادة العسكريون في غينيا بيساو إلى تنفيذ مصالحة وطنية وذلك بعد أن برّروا استيلاءهم على السلطة لمنع "إراقة الدماء في البلاد في أعقاب انتخابات رئاسية مثيرة للجدل.

أخبار ذات علاقة

رئيس غينيا بيساو الانتقالي هورتا نتام

رئيس غينيا بيساو الانتقالي: الانقلاب جاء لـ"تفادي إراقة الدماء"

إعادة إنتاج الصراع

وبات الكثير من الدول الأفريقية في قلب صراعات سياسية لا تكاد تنتهي؛ ما يعمّق الانقسامات السياسية خاصة في ظل نجاح الجماعات المسلحة في تعزيز نفوذها.

وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد إدريس، على الأمر بالقول إن: "المصالحة الوطنية في كثير من الدول أعادت إنتاج الصراع من جديد وذلك من خلال استبعاد رموز أنظمة سابقة تمامًا كما يحدث في النيجر حيث عانى الرئيس المعزول محمد بازوم ووزراؤه من السجن والاستبعاد من الحياة السياسية".

وأضاف إدريس في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن: "المعضلة تكمن في أن تعثّر إنجاز مصالحة وطنية في الكثير من الدول الأفريقية أدى إلى تصاعد حركات التمرد في محاولة لمقاومة الانقلابات العسكرية لذلك أعتقد أن مشاريع المصالحة فشلت في تحقيق السلام بين فرقاء الدول والتنافس السلمي على السلطة بل في كثير من الأحيان تحولت المصالحة إلى أداة لتغذية الأزمة".

وحذّر المتحدّث ذاته من أنّ فشل المصالحات الوطنية والسياسية ينذر بمزيد مِن تدهور الوضع الأمني والاقتصادي للكثير من الدول الأفريقية.

أخبار ذات علاقة

الزعيم الانتقالي لغينيا بيساو الجنرال هورتا نتام

انتقال سريع ومستقبل غامض.. غينيا بيساو بين الانقلاب و"الانتخابات المعلّقة"

توسيع دائرة الخصومات

ولا تزال دول بوركينا فاسو والنيجر ومالي وغينيا بيساو تبحث عن تحقيق الاستقرار وسط أزمات أمنية وسياسية واقتصادية خانقة.

واعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد أوال، أن مشاريع المصالحة الوطنية أدت إلى توسيع دائرة الخصومات في الدول الأفريقية لأنها تقوم بالأساس على إقصاء الآخر وفق قوله.

وتابع أوال في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن "قادة أفريقيا الجدد لم يصلوا بعد إلى مرحلة من النضج السياسي تسمح لهم بالعفو عن خصومهم ومن تولى السلطة سابقًا وفتح صفحة جديدة معهم لذلك نرى الكثير من القيادات المالية والنيجرية وغيرها تفرّ من بلدانها بحثًا عن ملاذ آمن بسبب ملاحقات قضائية وغير ذلك".

وشدد على أن "هذا الوضع يخلق احتقانًا سياسيًّا يجر في نهاية المطاف إلى تعزيز الصراع المسلح؛ حيث يبحث كل طرف عن شرعية ميدانية وسياسية وهو أمر يعمق مشكلات أفريقيا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC