logo
صواريخ هجومية إلى كييف.. هل تخرق واشنطن "الخطوط الحمراء" مع موسكو؟ (إنفوغراف)
تطورات الحرب الروسية الأوكرانيةالمصدر: إرم نيوز
العالم

صواريخ هجومية إلى كييف.. هل تخرق واشنطن "الخطوط الحمراء" مع موسكو؟ (إنفوغراف)

19 يوليو 2025، 3:03 م

عاد الجدل مجددًا داخل أروقة صنع القرار الأمريكي بشأن نقل صواريخ "كروز" بعيدة المدى من طراز "JASSM" إلى كييف، وذلك في توقيت بالغ الحساسية من عمر الحرب الروسية الأوكرانية.

وتتجاوز هذه الخطوة الإسناد العسكري، لتلامس "الخطوط الحمراء" التي تنظم العلاقة بين  موسكو وواشنطن.

ووفق تقارير غربية، يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الموافقة على تسليم هذه الصواريخ إلى القوات الجوية الأوكرانية لتُطلق من مقاتلات "F-16"، ما يمنح كييف قدرة هجومية بعيدة المدى تصل إلى ألف كيلومتر في نسختها المطوّرة "JASSM-ER"، مع دقة عالية وتصميم منخفض الرصد يمكنه الإفلات من أنظمة الدفاع الجوي المعادية.

أخبار ذات علاقة

ترامب وزيلينسكي

اعتذار ومجاملات.. "نصائح أوروبية" أصلحت علاقة زيلينسكي مع ترامب

مواصفات صاروخ "JASSM"

ودخل صاروخ "JASSM" الخدمة العام 2003، ويتميّز برأس حربي يزيد وزنه عن 400 كغم، مع قدرة على تدمير أهداف محصّنة أو متحركة، دون الحاجة إلى دخول مناطق الاشتباك المباشر.

وكشفت شركة "Lockheed Martin" أن الصاروخ يتمتع بسجل قتالي ناجح، ويُعد جزءًا أساسيًا من تسليح القوات الجوية الأمريكية على طائرات مثل B-52 وF-15 وF-16.

وتزداد أهمية هذا النوع من التسليح في ظل صعوبة تنفيذ ضربات مباشرة داخل الأراضي الروسية، في وقت يعتمد فيه الجيش الأوكراني حتى الآن على صواريخ بريطانية وفرنسية.

ومنذ اندلاع الحرب، حرصت واشنطن على إبقاء دعمها العسكري لأوكرانيا ضمن هامش "التوازن الحذر"، متجنبة تزويد كييف بأسلحة قد تُفسّر في موسكو على أنها تهديد مباشر للعمق الروسي.

ويرى مراقبون أنه إذا شرعت إدارة ترامب في إرسال هذه الصواريخ، فقد يُقرأ ذلك في الكرملين كتحول من الدعم الدفاعي إلى تدخل غير مباشر في استراتيجية الردع المتبادل، ما قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من التصعيد تشمل إعادة نشر منظومات هجومية روسية في أوروبا الشرقية، أو رفع الجاهزية في جبهات إقليمية متوترة كالبحر الأسود والقطب الشمالي.

تحول نوعي

في هذا السياق، حذّر مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديمتري بريجع، من أن "نشر الولايات المتحدة لمنظومة JASSM يعكس تحولًا نوعيًا في استراتيجيتها تجاه روسيا، ويكشف عن تخليها التدريجي عن قواعد الردع المتبادل التي سادت خلال الحرب الباردة".

وأوضح بريجع لـ"إرم نيوز"، أن "هذه الخطوة تعبّر عن تصعيد هجومي لا يمكن فصله عن التحولات العميقة في بنية حلف الناتو والتغيرات الأمنية في أوروبا، وأن الصواريخ الجديدة تمتاز بدقة الإصابة وبُعد المدى، ما يجعلها قادرة على استهداف مراكز القيادة الروسية من خارج نطاق الدفاعات الجوية، وهو ما تعتبره موسكو تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي".

وأشار إلى أن "الولايات المتحدة قد تراهن على هذه الصواريخ كورقة ضغط تفاوضي، في وقت تسعى فيه روسيا لتعزيز وجودها في مناطق النفوذ الجيوسياسي، مثل البحر المتوسط، والقطب الشمالي، وأفريقيا".

وحذّر من أن غياب قنوات تواصل فعالة يزيد من احتمالات التفسير العدائي لأي خطوة، ما قد يفضي إلى سباق تسلّح شامل يهدد استقرار مناطق مثل آسيا الوسطى والقوقاز.

رؤية عسكرية

من جهته، قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال زهوي، إن "الصواريخ الجو-أرض التي زُوّدت بها أوكرانيا مؤخرًا تتمتع بقدرات تقنية متقدمة، لكنها تواجه تحديات ميدانية تقلل من فعاليتها".

وأضاف زهوي لـ"إرم نيوز"، أن "هذه الصواريخ، رغم دقتها النظرية المعتمدة على نظام التموضع العالمي (GPS)، أثبتت محدودية عملياتية في الميدان، خصوصًا أمام قدرات التشويش الروسية، التي تسببت في انحراف بعضها عن أهدافها".

أخبار ذات علاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

"حربه بلا انتصار حاسم".. ما خيارات بوتين للحفاظ على توازن الداخل الروسي؟

مقاتلات "F-16"

وأشار إلى أن "دخول مقاتلات "F-16" الأمريكية ساحة المواجهة قد يزيد من تعقيد الموقف، نظرًا لاحتمال تعرضها لاستهداف من قبل الدفاعات الروسية".

ورأى أن "إعادة تفعيل هذه المنظومات لا يعكس نية لتغيير موازين القوى، بل يندرج ضمن سياسة استنزاف طويلة الأمد، تخدم بالدرجة الأولى مجمّع الصناعات الدفاعية الأمريكية، الذي يواصل تزويد أوكرانيا بالأسلحة والذخائر".

ولفت زهوي، إلى أن "العبء المالي لدعم كييف لم يعد على عاتق واشنطن فقط، بل تتحمله بشكل أساسي دول الاتحاد الأوروبي، ما يجعل استمرار المعارك نزيفًا مشتركًا لأوروبا وروسيا، فيما تبقى الولايات المتحدة المستفيد الاقتصادي الأكبر من استمرار الصراع".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC