قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن قادة أوروبيين وجمهوريين في الكونغرس وغيرهم من المتعاطفين مع القضية الأوكرانية، قدموا نصائح للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لاستعادة مكانته لدى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وشهد الأسبوع الماضي تحولاً كبيراً بالنسبة لأوكرانيا، بعدما مارس ترامب أقصى الضغوط على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فيما يبدو أنه نجاح لـ "النصائح" التي قدمها الحلفاء لزيلينسكي في استخدام لغة التعامل والمجاملة التي يبدو أن الرئيس الأمريكي يستجيب لها.
عندما أنهى زيلينسكي مكالمته الهاتفية مع دونالد ترامب في يوم الاستقلال، لم يستطع كبير مساعديه إخفاء ارتياحه، وقال رئيس موظفيه، أندريه يرماك: "يا إلهي، كانت تلك أفضل مكالمة أجريناها معه على الإطلاق".
وأضاف المسؤول أن المكالمة بدت إيجابية للغاية من وجهة نظر أوكرانيا، لدرجة أنها فاجأت فريق زيلينسكي، متابعاً "كانت الروح المعنوية مرتفعة، لكن من السابق لأوانه الاحتفال، علينا انتظار الأفعال".
ويدرك الأوكرانيون أكثر من غيرهم مدى تغير الأحوال مع تقلبات مزاج ترامب، ففي فبراير الماضي، دخل زيلينسكي والرئيس الأمريكي في مشادة كلامية في المكتب البيضاوي انتهت بطرد الرئيس الأوكراني من البيت الأبيض.
إلا أن المكالمة الهاتفية التي جرت في الرابع من يوليو/تموز، شكّلت تحولاً ملحوظاً، مما أدى إلى قرار ترامب هذا الأسبوع بعرض أسلحة بقيمة نحو 10 مليارات دولار على أوروبا لشرائها نيابة عن أوكرانيا.
وقال مسؤول أوروبي: "كان العديد من حلفاء أوكرانيا على اتصال بزيلينسكي بشأن هذا الأمر، وكذلك فيما بينهم. إنهم يتحدثون عن كيفية التحدث مع ترامب".
واستفاد زيلينسكي أيضاً من تنامي إحباط ترامب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي بلغ ذروته في اليوم السابق لحديث ترامب والرئيس الأوكراني. وأعقبت مكالمة هاتفية في 3 يوليو/تموز بين الزعيمين الأمريكي والروسي أعنف هجمات طائرات روسية دون طيار على أوكرانيا في الحرب.
وردّ ترامب على ذلك باتهام بوتين علنًا بأنه يُقدّم له "هراء" خلال محادثاتهما.
ويُبقي التحوّل في علاقة ترامب وزيلينسكي تدفق الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا مفتوحاً في لحظة حاسمة بالنسبة لكييف، حيث تُصرّ روسيا على ما تعتقد أنه ميزة في ساحة المعركة.
وقال صناع سياسات واستراتيجيون من الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية، إن جهداً منسقاً للمساعدة في إصلاح علاقة زيلينسكي بالرئيس الأمريكي انطلق حتى قبل مغادرة الزعيم الأوكراني واشنطن في مساء ذلك اليوم من نهاية فبراير، بعد أن تناول موظفو البيت الأبيض الغداء الذي كان من المفترض أن يُشارك فيه الأوكرانيون.
وساعد القادة الأوروبيون في صياغة نص ليستخدمه زيلينسكي للاعتذار لترامب، وعقدوا جلسة عصف ذهني حول اقتراح لوقف إطلاق النار مقبول لدى الأوكرانيين، والذي رفضته روسيا في النهاية. واستغل القادة الأوروبيون الذين تربطهم علاقات هاتفية مع ترامب، لحظات اتصالهم به للتأكيد على أن بوتين يهدد المصالح الأمريكية.
وقال دبلوماسيان أوروبيان إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان مفيداً بشكل خاص، حيث استخدم علاقته الطويلة الأمد وإن كانت مضطربة في بعض الأحيان، مع ترامب للتأكيد على فكرة أن دعم أوكرانيا من شأنه أن يساعد في تحقيق الانتصارات للبيت الأبيض.
وأكد دبلوماسيون أن الزعيمين يتحدثان تقريباً كل يومين، ويتصلان ببعضهما البعض مباشرة لإجراء محادثات مرتجلة حول تحديات اللحظة.
كما ركز رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على بناء علاقات ودية، وساهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس في الأسابيع الأخيرة بعد أن أقام علاقة جيدة مع ترامب عقب لقائهما الأول في المكتب البيضاوي في أوائل يونيو.
وشارك الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، الذي يتمتع بمهارة ممتازة في لعبة الغولف، في تلك الجهود بمهارات رئاسية رفيعة، أما أمين عام حلف شمال الأطلسي مارك روته، الذي جلس في المكتب البيضاوي مع الرئيس أثناء إعلانه عن خطة مبيعات الأسلحة الجديدة، فقد شنّ حملة ترويجية لترامب.