"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
اعتبر خبراء مختصون في العلاقات الدولية والشأن الإيراني، المحادثات الفنية المنتظرة السبت المقبل بين طهران وواشنطن في العاصمة العمانية مسقط قد تكون "مربط الفرس"، للوصول إلى اتفاق بين الجانبين.
وأكدوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن تضييق الفجوات بين واشنطن وطهران يتعلق بشكل كبير بمدى نجاح الجلسات الفنية عبر المباحثات التي تحمل في الوقت نفسه، تهديدا لإيران في حال أي تلاعب فيما يتعلق بالجدية في التفاوض أو المماطلة بحقيقة المعلومات الخاصة ببرنامجها النووي.
وأشاروا إلى أن واشنطن لا تخطط إلى إزالة الفجوة بينها وبين طهران بقدر فرض شروط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن عنها مسبقا، وهو ما سيتطلب استلامها جميع البيانات والمعلومات المتعلقة بالمواقع الإيرانية النووية التسعة وأسماء العلماء ونسب تخصيب اليورانيوم، متوقعين استحواذ ملف مفاعل "نطنز" على جانب كبير من الاجتماعات التقنية بين الجانبين.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، ألمح مؤخرا، بشأن المحادثات مع إيران، إلى أن بلاده تحقق تقدما كبيرا يفوق ما قامت به الإدارات السابقة، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك بنود مثل التي كانت موجودة في الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما مع طهران.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من جانبه إن المحادثات مع الولايات المتحدة تسير في الاتجاه الصحيح، معبرا عن ثقته في التوصل إلى "اتفاق جيد"، ومع ذلك يرى أنه من المبكر إطلاق الأحكام بشأن نتائج المحادثات مع واشنطن.
ويقول المختص في الشأن الإيراني بمركز ستاندرد للدراسات الاستراتيجية فرهاد عمر، إن الذهاب إلى مناقشة الجوانب الفنية والتقنية للبرنامج النووي الإيراني في المحادثات الجارية ليس لتضييق الفجوة بين طهران وواشنطن بقدر كونها الدخول للمرحلة التي سيترتب عليها مستقبل الوصول إلى اتفاق نووي من عدمه.
ووصف "عمر" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، الاجتماعات الفنية والتقنية المنتظرة السبت المقبل بين الجانبين بـ"مربط الفرس" للوصول إلى اتفاق لاسيما أنها تجري في وقت لن يكون هناك دور بارز للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما كان في اتفاق 2015 في ظل رؤية إدارة ترامب أن الوكالة لم ولن تتعامل بحسم أو أن تقوم بتقديم جميع ما يرتبط بالبرنامج النووي الإيراني، لذلك يكون التوجه من جانب الرئيس الجمهوري عبر اللجنة الفنية والتقنية المشكله من جانب بلاده، في ظل استهدافه تفكيك المشروع الإيراني.
وبين عمر أن واشنطن تتعامل بفرض خناق وجدية في هذا الملف ولا تخطط لإزالة فجوة بقدر فرض شروط "ترامب" التي أعلن عنها سابقا، وهو ما سيتطلب استلام جميع البيانات والمعلومات المتعلقة بالمواقع الإيرانية النووية التسعة ونسب تخصيب اليورانيوم وأسماء العلماء.
ويتوقع أن جانبا كبيرا من الاجتماعات التقنية والفنية المقبلة بين طهران وواشنطن سيستحوذ عليها ملف مفاعل "نطنز" مع الوقوف على العديد من النقاط حوله بين الفنيين من الجانبين.
ولفت فرهاد إلى أن الإيرانيين قرروا تأجيل اجتماع الأربعاء الماضي إلى السبت المقبل للوقوف على ما يقدمونه في الاجتماعات الفنية من معلومات عن البرنامج النووي والملفات العسكرية المتعلقة بالشق الصاروخي وصناعة الطائرات المسيرة والأسلحة الكيمائية.
واعتبر أن ترامب سيظل ملوحا بالأدوات كافة ما بين الضربات العسكرية والعقوبات حتى لا يكون أمام السلطات في طهران سوى الرضوخ في ظل استعداد الولايات المتحدة لتقليم أظافر النظام الإيراني، وفق تعبيره.
ويؤكد الخبير في العلاقات الدولية أحمد سعيد، أن تضييق الفجوات بين واشنطن وطهران يتعلق بشكل كبير بالمرحلة المقبلة من الجلسات الفنية والتقنية، ولكن في الوقت نفسه، فإن المباحثات المنتظرة تحمل تهديدا لإيران في حال أي تلاعب فيما يتعلق بالجدية في التفاوض أو المماطلة بحقيقة المعلومات الخاصة ببرنامجها النووي؛ لأن هذه الحالة تعني قيام واشنطن وقتئذ بضربة عسكرية.
وأضاف سعيد في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الخنق بالعقوبات التي جُددت على الرغم من وجود محادثات، تمثل تحذيرا من أي تعامل أو سلوك قد يؤدي إلى فشل المباحثات ومن ثم الذهاب الأمريكي للخيار العسكري؛ لأن الاجتماعات الفنية هي التي ستقود إلى اتفاق أو ضرب العمق الإيراني.
وذكر سعيد أن ترامب يفرض أمرا واقعا يقول من خلاله إنه ليس مثل الديمقراطيين أو الأوروبيين، حتى يبرم اتفاقا يناسب إيران وتطلعاتها التوسعية والعسكرية في المنطقة، وأنه لن يتعامل بأي تهاون مع شروطه المتعلقة بالبرنامج النووي، وذلك في إطار أن تكون المكافأة لطهران، هو التعامل الجاد مع العقوبات وتخفيفها، وفق تعبيره.