قال موقع "المونيتور" الأمريكي إن هناك "تحولاً نحو نهج أكثر إيجابية" من شخصيات ومؤسسات متشددة في إيران، تجاه المحادثات النووية الجارية مع الولايات المتحدة.
ومن أبرز تلك المؤسسات التي أبدت مرونة، بحسب الموقع الأمريكي، الحرس الثوري، لافتاً إلى أن هناك "إعادة تقييم للخط الرسمي" للمكوّن العسكري الأقوى في إيران.
وتقود إدارة الرئيس المعتدل، مسعود بزشكيان، المبادرة الدبلوماسية من الجانب الإيراني، بموافقة المرشد علي خامنئي.
وتم الكشف عن إعادة تقييم الخط الرسمي للحرس الثوري الإيراني في مقابلة يوم الثلاثاء نشرتها وكالة أنباء العمال الإيرانية مع مساعد خامنئي، العميد رسول سنائي راد، الذي يشغل أيضاً منصب النائب السياسي في مكتب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وأكد الجنرال، الذي كان شخصية بارزة في صياغة أيديولوجية الحرس الثوري الإيراني ومواقفه بشأن القضايا المحلية والإقليمية الرئيسة، على التوافق بين الجهود الدبلوماسية الإيرانية ووضعها الدفاعي.
وقال إن "ساحة المعركة تدعم الدبلوماسية"، مشيراً إلى المفاوضين النوويين باعتبارهم "جنوداً سياسيين" لإيران و"أصولاً للجمهورية الإسلامية" وفق تعبيره.
ووفقاً لتصريحات الحرس الثوري الإيراني الجديدة، فإن المبادرة الدبلوماسية الناشئة "تعكس قرار وإرادة المؤسسة".
وأشار "راد" إلى أنه إلى جانب المفاوضات، تعمل القوات المسلحة كـ"درع منيع" بوضع يدها على الزناد في حال قررت الولايات المتحدة العمل العسكري ضد إيران.
ومن المتوقع أن تعقد طهران وواشنطن جولة ثالثة من المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني في مسقط يوم السبت.
وأكد دبلوماسيون من الجانبين أن الاجتماعات التي عُقدت بالفعل في العاصمة العمانية وروما قد أظهرت تقدمًا، وأنها دخلت الآن مرحلة الخبراء الفنيين.
ولطالما كان المعسكر المتشدد في إيران معارضاً شرساً لأي انخراط مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى عقود من العداء وانعدام الثقة.
ودارت الرواية في الفترة التي سبقت اللقاءات الدبلوماسية الأخيرة وحتى بعد الجولة الأولى في مسقط إلى حد كبير حول الخط نفسه، حيث اتهم الأيديولوجيون الدبلوماسيين الإيرانيين بخيانة "مبادئ وهوية مؤسسة الجمهورية الإسلامية".
ومع ذلك، يبدو أن خطاباً ألقاه المرشد الأعلى الأسبوع الماضي قد عزز إعادة النظر في الموقف. وكان خامنئي نفسه عارض علنًا في فبراير الماضي المحادثات مع إدارة ترامب، واصفاً إياها بـ"المشينة".
وفي ظل الحشد العسكري الأمريكي في المنطقة، بدا أنه خفف من حدة لهجته، مشيراً إلى انفتاحه على الدبلوماسية، وأن مشاركة إيران جاءت بعد موافقته.
وبعد يومين من الجولة الثانية من المحادثات في روما، أرسل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إشارة إيجابية خلال حديث قصير مع الصحفيين في البيت الأبيض، قائلاً إن المحادثات مع إيران كانت "جيدة للغاية".
وتتجه الأنظار الآن إلى الاجتماع الثالث لتوضيح كيفية تعامل الطرفين مع الجوانب الفنية للاتفاق المحتمل والتغلب على التحديات التي ترجع إلى عقود من العداء.