تستمر المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة على حافة الانفجار، إذ يبدو أن كل خطوة دبلوماسية قد تُفضي إلى صفقة تاريخية أو أزمة جديدة.. من معاقل المفاوضات في مسقط إلى غرف الاجتماع المغلقة في روما، تتلاعب القوى الكبرى بالشعرة التي قد تقطعها الشرارة القادمة.
في الخامس من مارس الماضي، أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رسالة سرية إلى المرشد الإيراني علي خامنئي مضمونها "إما اتفاق شامل.. وإما مواجهة عسكرية شاملة".
45 يوما مضت، والمفاوضات تتنقّل بين مسقط وروما لكن لا اتفاق حتى الآن، فما الذي تحمله الأيام المقبلة؟ وماذا بعد أن وصلت الرسائل إلى مرحلة التهديد الصريح؟
في المفاوضات الأخيرة في روما قال الأمريكيون إنهم يقبلون ببرنامج نووي إيراني "مدني"، لكنهم عادوا وشددوا على "التفكيك الكامل للتخصيب، وبين التصريحات المتناقضة، والتغريدات الغامضة، تضيع الثقة، وتتعقّد الحسابات.
الجانب الإيراني بدا أكثر تحفظا، لكنه أوضح أنه لن يفاوض تحت التهديد، ورفض أي شروط "تحت تأثير إسرائيل"، كما قال المتحدث باسم الخارجية، وبينما يجتمع قادة إيران وواشنطن في غرف مغلقة، تتحرك القاذفات الأمريكية نحو ديغو غارسيا، وتحشد طهران ترسانتها الباليستية تحت الأرض، فيما يلوّح نتنياهو بالخيار العسكري علنا.
الجولة المقبلة التي من المقرر أن تُعقد على مستوى الخبراء الفنيين من الطرفين، يُنظر إليها باعتبارها المحطة الفاصلة في رسم ملامح البرنامج النووي الإيراني، إذ ستُركّز المفاوضات على التوصل إلى صيغة نهائية بشأن نسب التخصيب المسموح بها، وآليات التفتيش المستقبلية التي تضمن التزام طهران بأي اتفاق محتمل.