أكد الباحث والمحلل السياسي الإيراني رحمان قهرمان بور، أن المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن لا تهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل.
وأوضح أن المفاوضات تقتصر على اتفاق مؤقت ومحدود حول البرنامج النووي، مشدداً على أن الجانبين لا يملكان، حالياً، الإرادة السياسية للوصول إلى تسوية نهائية.
وقال قهرمان بور في مقابلة عبر شبكة "الإنترنت"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعيش "شهر عسل سياسياً"، مما يجعله مستعداً للقبول بتسوية متوسطة مع إيران، وفق تعبيره.
وأضاف أن "إطار تعاطي ترامب مع إيران يقوم على دبلوماسية الإكراه"، محذراً من أن عدم تحقيق أي إنجاز ملموس حتى سبتمبر/أيلول المقبل، سيجعل ترامب عرضة لهجوم سياسي من قبل الديمقراطيين.
واعتبر قهرمان بور أن الوصول إلى مرحلة المفاوضات الفنية بحد ذاته يمثل تقدماً، مشيراً إلى أن القضايا المطروحة تشمل: مستوى التخصيب، وكمية المواد المخصبة، ونوع أجهزة الطرد المركزي، وطبيعة الأنشطة في موقعي فردو ونطنز (وسط إيران).
وأكد أنه لو أصرت الولايات المتحدة على إدراج الملف الصاروخي ضمن المفاوضات، لكانت إيران قد انسحبت من الحوار.
ومن المقرر أن تنطلق الجولة الثالثة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأربعاء المقبل، في سلطنة عُمان على مستوى الخبراء الفنيين، وذلك بعد انتهاء الجولة الثانية من المحادثات أمس السبت، في العاصمة الإيطالية روما، والتي وصفها وزير الخارجية عباس عراقجي بـ"الإيجابية".
وشدد قهرمان بور على أن المفاوضات النووية يجب ألا تتحول إلى ساحة صراع سياسي داخلي، معتبراً أن إجماع القوى السياسية على دعم المفاوضات هو من أهم الدروس المستفادة من تجربة الاتفاق النووي السابق.
وأضاف أن الرئيس مسعود بزشكيان منح الثقة لفريق التفاوض الحالي، مما عزز من مكانته، لافتاً إلى وجود ارتياح ملحوظ لدى التيار المحافظ إزاء سير المفاوضات.
واختتم قهرمان بور بالإشارة إلى أن الجانبين، الإيراني والأمريكي، بحاجة إلى هذه المفاوضات، مؤكداً أن الولايات المتحدة لم تتجاوز حتى الآن "الخطوط الحمراء" لإيران.
وأوضح أن هدف واشنطن هو إبقاء إيران ضمن المسار التفاوضي.