إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الطائرات من دون طيار باتت اللاعب الأبرز في الحرب الأوكرانية، بعد أن غيّرت مجريات المعارك، وفرضت حالة جمود على خطوط المواجهة، في ظل سباق ابتكاري محموم بين كييف وموسكو لتطوير تقنيات مُسيّرة أكثر فاعلية ودقة.
وفي حين تهيمن الطائرات من دون طيار على ساحة المعركة، يشهد خط المواجهة حالة من الجمود المتزايد؛ والسبب هو الابتكارات السريعة في تكنولوجيا الطائرات المُسيّرة.
وبينما كانت الطائرات المُسيّرة التجارية والمُصنّعة منزليًا نادرة في بداية الحرب، حيث استخدمها الأوكرانيون لتحديد مواقع الأرتال الروسية، أصبحت اليوم تهيمن على ساحة المعركة.
وبحسب الصحيفة، تمتلك روسيا وأوكرانيا مئات المُسيّرات في الجو باستمرار على طول خط المواجهة الممتد 750 ميلاً، وتستطيع هذه المُسيّرات زرع الألغام، ونقل كل شيء من الذخيرة إلى الأدوية، بل وحتى إجلاء الجنود الجرحى أو القتلى.
والأهم من ذلك، أن الطائرات المُسيّرة ترصد أي حركة على خط المواجهة وتُرسل لضرب قوات العدو ومعداته.
ورغم أن روسيا سيطرت، بحلول مارس/آذار 2022، على أكثر من 20% من الأراضي الأوكرانية من خلال التقدم بالدبابات والمركبات المدرعة، فإن تطور تكنولوجيا المُسيّرات جعل الهجمات الواسعة بالدبابات شبه مستحيلة، واستُبدلت بمجموعات راجلة صغيرة أو فرق تستخدم الدراجات النارية.
ومع أن الطائرات المُسيّرة تجد صعوبة في رصد تلك الفرق أو استهدافها، فإن هذه الأخيرة تتقدم ببطء أكبر.
كما أن وفرة الطائرات من دون طيار أصبحت لدرجة أن بعض الطيارين يهاجمون جنودًا فرادى يسيرون على الأقدام، ما جعل التنقّل داخل الخنادق وخارجها أمرًا محفوفًا بالخطر، وأسهم في ثبات خطوط التماس.
وتابعت الصحيفة أن أوكرانيا احتاجت سريعًا لمعرفة وجهة الأرتال الروسية حين دخلت البلاد في فبراير/شباط 2022.
وهنا ظهرت ما يُعرف بـ"طائرات الزفاف" المُسيّرة، وهي طائرات تجارية تُباع في المتاجر بنحو 2000 دولار، وأُعيد تصميمها لمسح تحركات العدو وتقديم تحذيرات مبكرة بدلًا من التقاط الصور البانورامية.
وبمرور الوقت، أصبحت المُسيّرات ضرورة حربية لا ترفًا، فبدأ المطورون بإضافة تعديلات لتحميل المتفجرات، وصولًا إلى تطوير مُسيّرات انتحارية أثبتت أنها من أكثر الابتكارات تأثيرًا في مجريات الحرب.
ورغم أن هذه الطائرات لا تُضاهي الصواريخ في قوتها التدميرية، فإنها أكثر دقة، ويمكن نشرها بكثافة تُعادل التأثير نفسه.
وبينما جاءت معظم الابتكارات في مجال المُسيّرات من الجانب الأوكراني، كان الروس السبّاقين في تطوير أهم تعديل: ربط الطائرة المُسيّرة بكابل ألياف ضوئية يتيح التحكم بها من دون تأثر بالتشويش.
وقد استخدمت القوات الروسية هذه التقنية بشكل مدمّر أثناء هجومها المضاد في منطقة كورسك مطلع عام 2025.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بحلول عام 2024، ومع تصاعد خطر المُسيّرات المرتبطة بالألياف الضوئية، وجدت أوكرانيا حلًّا مبتكرًا، طائرة مُسيّرة تُدعى "الخفاش"، قادرة على الطيران ليلًا باستخدام كاميرات للرؤية الليلية.
وباتت المُسيّرات تنقل كل شيء: من الطعام والماء إلى الذخيرة وبنوك الطاقة، بل وفي إحدى الحالات، طفاية حريق، لتقليل الحاجة إلى تحرك الجنود عبر أخطر مناطق المعركة.
كما بدأت أوكرانيا في استخدام طائرات برية مُسيّرة لحمل الحمولات الثقيلة، ويجري حاليًا اختبار سيارات وقوارب ومركبات متعددة التضاريس يتم التحكم بها عن بُعد، لاستخدامها في إجلاء المصابين والقتلى.
وفي هذا السياق، نجح "فوج الهجوم الأول" الأوكراني المعروف باسم "ذئاب دافنشي" في إجلاء جثة أحد الجنود من الخطوط الأمامية باستخدام طائرة أرضية مُسيّرة، والتي تمكنت، رغم إصابتها، من إعادة الجثة إلى القوات الأوكرانية.