logo
العالم

الأكبر سناً في العالم.. من هو بول بيا رئيس الكاميرون للمرة الثامنة على التوالي؟

رئيس الكاميرون بول بيا المصدر: رويترز

أعلن المجلس الدستوري في  الكاميرون فوز الرئيس بول بيا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أكتوبر 2025، بنسبة 53.7% من الأصوات، ليبدأ فترة ولاية ثامنة غير مسبوقة. 

وبذلك، يرسخ بيا، البالغ من العمر 92 عاما، موقعه كأكبر رئيس دولة سنا في العالم وأحد أطول الزعماء بقاءً في الحكم، بعد أن تولى السلطة عام 1982. 

ومن المتوقع أن يبقى في المنصب حتى يقترب من عامه المئة؛ ما يثير جدلا واسعا حول مستقبل الحكم في البلاد، بحسب مجلة "جون أفريك".

قاد بول بيا الكاميرون لأكثر من 43 عاما، محتفظا بسيطرة شبه مطلقة على مفاصل الدولة؛ فهو زعيم الحركة الديمقراطية الشعبية الكاميرونية (CPDM)، التي تهيمن على الحياة السياسية منذ عقود.

أخبار ذات علاقة

اشتباكات بين الشرطة ومواطنين خلال انتخابات الكاميرون

الكاميرون.. قتلى واشتباكات عشية إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية

ورغم تبنيه خطابا إصلاحيا في بداية حكمه، إلا أن فتراته اللاحقة اتسمت بـالتراجع الديمقراطي، واتهامات متكررة بالتزوير الانتخابي، والتضييق على المعارضة، والسيطرة على الإعلام. 

كما عُرف بنمط حكم "عن بُعد"؛ إذ يقيم فترات طويلة خارج البلاد، غالبا في جنيف؛ ما أثار تساؤلات حول دوره الفعلي في إدارة شؤون الدولة.

انتخابات متوترة 

وُصفت انتخابات أكتوبر 2025 بأنها الأكثر تنافسا منذ عقود، حيث تمكن المرشح المعارض عيسى تشيروما باكاري من حصد نحو 35.2% من الأصوات، متهما السلطات بالتلاعب بنتائج الاقتراع.

عقب إعلان النتائج، اندلعت احتجاجات عنيفة في عدة مدن، خصوصا في دوالا، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، وفق مصادر محلية. 

واتهمت منظمات حقوقية قوات الأمن باستخدام القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين، فيما شددت الحكومة على أن تدخلها كان "ضروريا لحفظ النظام العام".

ورغم تنامي الاحتجاجات الشبابية والمطالبات بالتغيير، لم يُشر بيا إلى أي نية للتنحي أو إعداد خليفة سياسي واضح. ويأتي ذلك في وقت يقل فيه متوسط أعمار سكان الكاميرون عن 19 عاما؛ ما يعكس فجوة هائلة بين القيادة السياسية والأجيال الجديدة.

أخبار ذات علاقة

لوحة إعلانية كبيرة تحمل صورة الرئيس الكاميروني بول بيا

الكاميرون.. إعلان فوز بول بيا بالانتخابات يؤجج الاحتجاجات ويفتح باب الفوضى

عامل استقرار

يصف أنصار بيا حكمه بأنه عامل استقرار في بلد متعدد الأعراق واللغات واجه اضطرابات أمنية وانفصالية، خصوصا في المناطق الناطقة بالإنجليزية؛ غير أن معارضيه يرون أن هذا "الاستقرار" تحقق على حساب الحريات السياسية والتنمية الاقتصادية.

فالكاميرون، التي يبلغ عدد سكانها نحو 30 مليون نسمة، ما زالت تعاني من بطالة مرتفعة، وفساد مستشر، وتفاوت اقتصادي عميق، بينما يتهم مراقبون الحكومة بتوظيف مؤسسات الدولة لترسيخ الولاء السياسي بدلا من تحقيق الإصلاح.

يثير فوز بيا في انتخابات 2025 تساؤلات حول استمرارية النظام السياسي الكاميروني في ظل تصاعد الغضب الشعبي؛ فبين رئيس تجاوز التسعين وجيل شاب يتطلع إلى الانفتاح والديمقراطية، تبدو الكاميرون أمام مفترق طرق: إما الاستمرار في دورة الحكم الطويلة ذات الطابع السلطوي، أو الانطلاق نحو تحول ديمقراطي مؤجل منذ عقود.

ومهما كانت نتائج هذه المرحلة، يبقى بول بيا رمزا متناقضا — يجمع بين إرث الاستقرار من جهة، وخيبة الأمل الشعبية من جهة أخرى، في بلد ما زال يبحث عن ملامح مستقبله السياسي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC