logo
العالم

سياسات ترامب تبعد الدنمارك عن أمريكا لأول مرة منذ عقدين

سياسات ترامب تبعد الدنمارك عن أمريكا لأول مرة منذ عقدين
ترامب بجانب رئيسة وزراء الدنمارك ميت فريدريكسنالمصدر: سي إن إن
05 يوليو 2025، 10:59 ص

تتولى الدنمارك رئاسة الاتحاد الأوروبي، وسط توترات متصاعدة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما دفع الدنماركيين إلى أن يصبحوا أكثر تأييدًا لأوروبا من أي وقت مضى خلال العقدين الماضيين، وأكثر ابتعاداً عن الولايات المتحدة، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن".

وكان استطلاع رأي نشرته صحيفة "بيرلينغسكه" الدنماركية اليومية في مارس/آذار، أظهر أن 41% من الدنماركيين يرون الآن الولايات المتحدة تهديدًا. كما ذكر الاستطلاع أن 92% من المشاركين إما "يوافقون" أو "يوافقون في الغالب" على أن الدولة الإسكندنافية بحاجة إلى الاعتماد على الاتحاد الأوروبي أكثر من الولايات المتحدة لضمان أمنها.

ونظرًا للتوترات الأخيرة بين واشنطن وكوبنهاغن، فقد لا تكون هذه الإحصائيات مفاجئة؛ فمنذ عودته إلى البيت الأبيض، تحدث ترامب مرارًا وبقوة عن غرينلاند، وهي جزيرة مستقلة تابعة للتاج الدنماركي، قائلًا إنه يرغب في أن تمتلكها الولايات المتحدة.

كما قام نائب الرئيس جيه دي فانس، وأفراد من عائلة ترامب، برحلات اعتبرها الكثيرون استفزازية إلى أكبر جزيرة في العالم، وأدلوا بتصريحات حولها.

تراجع الثقة 

تشهد الدنمارك "صدمة ثلاثية" تشمل الحرب في أوكرانيا، وخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي المعروف باسم "بريكست"، إلا أن الصدمة الأكبر جاءت من ترامب، بحسب ليكه فريس، المحللة الدنماركية البارزة للشؤون الدولية والوزيرة السابقة.

أخبار ذات علاقة

مجندات في الدنمارك

الدنمارك تستعد لهجوم روسي محتمل بالتوسع في تجنيد النساء

  كما نقلت شبكة "سي إن إن" عن ماري بيير، وزيرة الشؤون الأوروبية الدنماركية، قولها إن إدارة ترامب الثانية قد غيّرت وجهات النظر الدنماركية تجاه كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقالت: "لقد تغيرت الأمور بشكل كبير في الدنمارك وموقفنا تجاه أوروبا"، دون أن تذكر اسم الرئيس مباشرة، كما أوضحت بيير أن الدول الاسكندنافية تشعر بخيبة أمل تجاه حليفها القديم.

وأضافت: "النظام العالمي، كما عرفناه منذ الحرب العالمية الثانية، يتغير، وعلينا مواكبة الوضع الجيوسياسي الجديد الذي نعيشه".

أخبار ذات علاقة

علم الاتحاد الأوروبي

عبر ملف الهجرة.. الدنمارك "تجرّ" الاتحاد الأوروبي نحو اليمين

  وأشارت الوزيرة أيضًا إلى العلاقات التاريخية وتبادل التجارب السابقة بين البلدين، معربة عن شعورها بالإحباط، إن لم يكن الغضب، إزاء تغير تلك العلاقة.

تحول لافت

يتزامن هذا التحوّل في آراء الدنماركيين مع تولّي الدنمارك الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر.

وقالت فريس إن الدولة الإسكندنافية الواقعة في أقصى الجنوب كانت تاريخيًا تميل إلى التشكيك في الاتحاد الأوروبي، ولم تشعر قط بأنها أوروبية في جوهرها. ووصفت ذلك بأنه نوع من الحفاظ على علاقة تبادلية مع بروكسل، قائمة على "التعاون البراغماتي".

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الدنماركي

الدنمارك تطلب من الصين إنهاء دعمها "المثير للجدل" لروسيا

لطالما شعرت الدنمارك بالقلق من تدخّل الاتحاد الأوروبي في حياة الدنماركيين، خاصة على سوق العمل غير المنظَّم نسبيًا. لديها خيارات متعددة للانسحاب من سياسات الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك عدم الانضمام إلى العملة الموحّدة للاتحاد الأوروبي، اليورو.

قالت بيير: "نتصرّف بشكل مختلف عن الدول الأوروبية الأخرى".

كما ذكرت فريس أن السياسيين والمواطنين كانوا يخشون من أن يصبح الاتحاد الأوروبي "مُهيمِنًا وقويًّا للغاية"، لكن الآن "الخوف هو عكس ذلك تمامًا". وأضافت أن الدنماركيين يشعرون بأن الاتحاد "أضعف من أن يتعامل مع بوتين (الرئيس الروسي فلاديمير) شرقًاًوترامب غربًا".

ووصفت فريس التحول في نبرة رئيس الوزراء بأنه "هائل"، قائلة إن فريدريكسن كانت "متشككة للغاية تجاه الاتحاد الأوروبي".

في يونيو/حزيران، أعلنت فريدريكسن انسحاب الدنمارك مما يُسمى "الرباعية الاقتصادية"، وهي مجموعة غير رسمية من دول الاتحاد الأوروبي سعت للحد من الإنفاق المشترك، قائلة إن "الأهم هو إعادة تسليح أوروبا".

وفي معرض شرحها لأولويات الدنمارك لرئاسة الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من ذلك الشهر، أكدت على هذا الرأي قائلة: "الآن، أكثر من أي وقت مضى، تحتاج أوروبا إلى تكثيف الجهود والتكاتف. علينا أن نبني أوروبا أقوى، أوروبا أكثر أمنًا، حيث نتمكن من حماية ديمقراطياتنا".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC