اعتبرت مجلة "نيوزويك" مراجعة الولايات المتحدة سياسة إرسال معداتها العسكرية إلى دول العالم، بما فيها أوكرانيا، ترسيخًا جديدًا لأجندة إدارة الرئيس دونالد ترامب.
ويقول محللون إن الخطوة، التي أعلن عنها "البنتاغون"، تُسلّط الضوء على الضغط الواقع حتى على الولايات المتحدة، أكبر مُصدّر للأسلحة في العالم (بنسبة 43% بين عامي 2020 و2024)، إذ يفوق الطلب على المعدات العسكرية في مجالات رئيسة، مثل الدفاع الجوي والمدفعية، العرض بكثير.
وبيّنت المجلة أنه على الرغم من أن مراجعة "البنتاغون "تُعدّ تقييمًا حكيمًا، وقد طال انتظاره لأنواع معينة من الصواريخ والذخائر، فإنها تُثقل كاهل الدول التي تخوض حربًا نشطة وتتلقى إمدادات أمريكية، وقد تدفع قطاعات واسعة من أوروبا، التي لم تُنشئ بعد خطوط إنتاج خاصة بها لإنتاج ما يكفي من المعدات الدفاعية، إلى اتخاذ موقف أكثر اعتدالًا.
وأشارت المجلة إلى أن أوكرانيا تُعد الدولة الأكثر تضررًا، بينما لم يؤكد "البنتاغون" بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة قد أوقفت شحنات الأسلحة إلى دول أخرى.
وعلى الرغم من أن كييف لم تعد تعتمد على الولايات المتحدة كما كانت في المراحل الأولى من الحرب مع روسيا، فإن مساعدات الأسلحة الأمريكية لا تزال مهمة؛ فقد كانت ولم تزل صواريخ الدفاع الجوي، خاصة الصواريخ الاعتراضية باهظة الثمن لأنظمة "باتريوت" أمريكية الصنع، دائمًا على رأس قائمة رغبات كييف.
وأوضحت المجلة أنه بعكس أوكرانيا، تُعد إسرائيل؛ الحليف الأهم، "أولوية قصوى" للولايات المتحدة؛ إذ تُعد صواريخ "باتريوت"، من بين أنواع أخرى من معدات أمريكية الصنع، مطلوبة بشدة في إسرائيل، لا سيما بعد موجات الضربات الصاروخية الباليستية الإيرانية خلال ما عُرف بـ"حرب الـ 12 يومًا" في حزيران/يونيو الماضي.
وبينما تستخدم إسرائيل أنظمة أخرى، مثل بطاريات الدفاع الجوي الأمريكية للارتفاعات العالية "ثاد" لاعتراض الصواريخ الباليستية، تستخدم الولايات المتحدة، بنفسها من عتادها، بشكل أكبر بكثير في الدفاع الجوي الإسرائيلي مقارنةً بأوكرانيا.
وذكرت المجلة أن القوات الأمريكية شاركت مرارًا وتكرارًا في إسقاط الصواريخ الإيرانية المتجهة إلى إسرائيل، وكانت إدارة ترامب أكثر دعمًا لإسرائيل مقارنةً بأوكرانيا.
ولفتت المجلة إلى أن أوروبا، هي الأخرى، تواجه "قيودًا حقيقية"؛ إذ تمر نفسها بمرحلة تقييم رئيسة. ورغم أن صياغة "البنتاغون" غامضة، لكن من غير المرجح أن تستهدف المراجعة المبيعات العسكرية الخارجية التي تُبقي الصناعة الأمريكية قائمة.
وأردفت بأن شعور الولايات المتحدة بتأثير النقص لن يكون علامة جيدة لبقية دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، خصوصًا أن دول القارة العجوز لطالما كانت من أبرز عملاء الأسلحة والمنصات الأمريكية لعقود، إذ إن الصواريخ الأمريكية الاعتراضية مطلوبة بشدة في أوروبا.